2008-02-17 15:00:20

البابا يوجه نداء من أجل لبنان بعد صلاة التبشير الملائكي


أطل البابا بندكتس السادس عشر ظهر اليوم الأحد من نافذة مكتبة الخاص بالفاتيكان ليتلو صلاة التبشير الملائكي مع عدد كبير من المؤمنين والحجاج احتشدوا في ساحة القديس بطرس وقد عبر الأب الأقدس عن قلقه إزاء حالة التوتر السائدة في لبنان وقال: منذ ثلاثة أشهر تقريبًا وتعجز البلاد عن اختيار رئيس للدولة. وتُظهر الجهود لحل الأزمة والمساعدة المُقدمة من المجتمع الدولي، حتى وإن لم تحقق بعد أية نتيجة، تظهر النية في اختيار رئيس يكون لجميع اللبنانيين ووضع الأسس لتخطي الانقسامات الموجودة. وللأسف، تابع البابا، لا تغيب الأسباب التي تحمل على القلق، لاسيما بسبب العنف الكلامي أو من يضعون ثقتهم بقوة السلاح والإلغاء الجسدي للخصوم. ومع البطريرك الماروني وجميع الأساقفة اللبنانيين، قال بندكتس السادس عشر، أسألكم أن تتحدوا معي في التضرع إلى سيدة لبنان كيما تشجع مواطني هذا البلد الحبيب، والسياسيين بنوع خاص، على العمل بعزم من أجل المصالحة وحوار حقيقي صادق والتعايش السلمي وخير الوطن.

وكان البابا وقبل توجيه ندائه من أجل لبنان، قد وجه كلمة قبل صلاة التبشير الملائكي ذكّر فيها بالرياضة الروحية التي انتهت أمس السبت في الفاتيكان، بمشاركة أعضاء الكوريا الرومانية وأضاف يقول: بعد أن تحدث إنجيل الأحد الفائت عن يسوع في البرية، يدعونا إنجيل الأحد الثاني من زمن الصوم إلى التأمل بتجلي يسوع على الجبل. وأشار البابا إلى أن هذين الحدثين يستبقان السر الفصحي: فصراع يسوع مع المجرب يمهد لمواجهة الآلام النهائية، فيما يستبق ضياء جسده المتجلي مجد القيامة. فمن جهة أولى نرى يسوع الإنسان الكامل الذي يقاسمنا التجربة أيضا؛ ونتأمله من جهة أخرى ابن الله الذي يؤله إنسانيتنا. وبكلمة نستطيع القول إن هذين الأحدين يشكلان دعامتين يرتكز إليهما الصوم كله حتى الفصح، وكل بنية الحياة المسيحية التي تكمن في دينامية الفصح: من الموت إلى الحياة.

وأضاف البابا أن الجبل ـ طابور كما سيناء ـ هو مكان الاقتراب من الله، وهو المكان المرتفع حيث نتنشق هواء الخليقة النقي وهو مكان الصلاة حيث نكون في حضرة الرب، كموسى وإيليا اللذين تراءيا بالقرب من يسوع المتجلي. والتجلي هو حدث صلاة أيضا ويسوع هو الله نور من نور، وحتى ثيابه قد تلألأت كالنور ما يذكرنا بالمعمودية. فمن يولد مجددا في العماد يبلس النور مستبقا الحياة الأبدية التي تقدمها رؤيا يوحنا برمز الحلل البيضاء. وتابع البابا قائلا إن التجلي هو استباق للقيامة التي تفترض الموت. فقد أظهر يسوع مجده للتلاميذ كيما يتحلوا بالقوة لمواجهة الصليب ويفهموا أنه ينبغي مواجهة آلام عديدة لبلوغ ملكوت الله. وختم البابا كلمته قائلا: لدخول الحياة الأبدية لا بد من الاصغاء إلى يسوع واتباعه على درب الصليب، حاملين في قلوبنا رجاء القيامة.








All the contents on this site are copyrighted ©.