رسالة رئيس مجمع الكنائس الشرقية لمناسبة إطلاق حملة جمع التبرعات من أجل الأرض المقدسة

وجه مجمع الكنائس الشرقية وكعادته كل سنة مع بداية زمن الصوم، رسالة إلى أبناء الكنيسة الكاثوليكية في مختلف أنحاء العالم، تدعوهم إلى جمع التبرعات لمساعدة سكان الأرض المقدسة. حملت الرسالة توقيع رئيس المجمع الكاردينال ليوناردو ساندري، وذكّرت بالزيارة التي قام بها البابا بندكتس السادس عشر إلى مقر مجمع الكنائس الشرقية في التاسع من حزيران يونيو الماضي، عندما وجه الحبر الأعظم نداءً إلى جميع المسؤوليين كيما يتمكن المؤمنون من ممارسة شعائرهم الدينية بحرية أكان في الشرق أم في الغرب. كما سأل البابا الله أن يمنح هبة السلام للأرض المقدسة والعراق ولبنان، وجميع المناطق الأخرى التي يعاني سكانها من دوامة العنف، وقال إنه يصلي كيما تبقى الكنائس وتلاميذ المسيح في الأراضي حيث شاءت لها العناية الإلهية أن تولد وتنمو.

وتابع الكاردينال ساندري رسالته يقول: إن غياب السلام الدائم والمستقر في الأرض المقدسة يولّد مشاكل جمة تضاف إلى آفة الفقر. وتستأهل الجماعات المسيحية المحلية اهتماماً خاصاً من قبل باقي الكنائس والجماعات الكنسية. وقد شاء الأحبار الأعظمون أن تنظَّم حملات لجمع التبرعات من أجل سكان الأرض المقدسة يوم الجمعة العظيمة، واختاروا هذا اليوم بالذات ليوقظوا في قلب كل مسيحي الشعور بالانتماء إلى الأرض التي ـ وعلى مر العصور ـ كانت وما تزال شاهدة صامتة على حياة مخلصنا الأرضية.

وأعرب رئيس مجمع الكنائس الشرقية عن أمله بأن تلقى الدعوة لجمع التبرعات أصداءً إيجابية لدى جميع الكنائس المحلية كيما تحصل الأرض المقدسة على الدعم اللازم وينظر سكانها إلى المستقبل بأعين الرجاء. وأوضح أن النشاطات الخيرية التي تقوم بها الجماعة الكاثوليكية في الأرض المقدسة تتخطى حدود الانتماءات الدينية، الثقافية والسياسية.

وتحدث الكاردينال ساندري عن مخاطر ظاهرة الهجرة التي تهدد بحرمان الجماعات المسيحية المحلية من مواردها البشرية، وقال: تحتاج الأرض المقدسة، إلى جانب الحجارة والمواقع الأثرية، الشاهد الصامت على تاريخ الخلاص، (تحتاج) إلى جماعات مسيحية حية تعيش باستمرار سرَّ يسوع المسيح، سلامنا.

وفي ختام الرسالة وجه رئيس مجمع الكنائس الشرقية جزيل شكره للجماعات الكنسية التي تساعد باستمرار كنائس الأرض المقدسة، من خلال تنظيم رحلات حج، ونشاطات تطوعية، ناهيك عن التزام العديد من الجماعات الرهبانية في قطاعي التربية والصحة. كما عبر الكاردينال ساندري عن شكره العميق للبابا بندكتس السادس عشر على دعمه هذه المبادرة التي تكتسب أهمية حيوية بالنسبة للكنيسة الكاثوليكية والبشرية جمعاء.