2008-02-07 15:31:49

عظة البابا في احتفال أربعاء الرماد: الصوم يجدد فينا الرجاء بالذي نقلنا من الموت إلى الحياة


"إذا كان زمن المجيء يدعونا إلى الرجاء بالله الآتي، فإن زمن الصوم  يجدد فينا الرجاء بالذي نقلنا من الموت إلى الحياة: فهما زمنان للتنقية"، هي فاتحة عظة البابا بندكتس الـ16 مساء أمس الأربعاء الذي احتفل بالقداس الإلهي وبرتبة ذرّ الرماد في بازيليك القديسة سابينا بروما، علامة بداية زمن الصوم الذي هو مسيرة توبة حقيقية.

وشدد البابا على أن الصلاة تغذي الرجاء لأن ما من شيء أفضل من الصلاة مع الإيمان يعبر عن واقع حضور الله في حياتنا. ولقد بلغت صلاة يسوع ذروتها على الصليب في كلماته الأخيرة التي تجسد نداء وتضرع من يحوط به الأعداء والحاسدون فيلجأ إلى الرب الإله طالبا المعونة فيختبرها نعمة وخلاصا.

وتابع البابا كلامه على الصلاة قائلا إنها "إناء تتعرض فيه انتظاراتنا وأشواقنا إلى نور كلمة الله وتنغمس في الحوار مع الذي هو الحقيقة وتخرج متحررة من الكذب الدفين والمساومات من شتى أنواع الأنانية". وأردف قائلا إن الذات الإنسانية من دون بعد الصلاة تنتهي بالإنطواء على نفسها ويغدو الضمير انعكاسا للأنا بدل أن يكون صدى لصوت الله مما يؤدي بالتالي إلى رتابة الحديث الداخلي مع اختلاق آلاف التبريرات الشخصية. ولكن الصلاة في الواقع هي انفتاح على الآخرين.

الصيام والصدقة مرتبطان بتناغم مع الصلاة، ويعتبران فسحتي تعلّم وتمرين على الرجاء المسيحي، لذا فالصوم ينشئ المسيحيين ويعدهم ليكونوا رجال ونساء الرجاء على مثال القديسين والقديسات.

وتوقف البابا عند الألم كما كتب في رسالته العامة الثانية أن "مقياس الإنسانية تسطره جوهريا العلاقة بين الألم والمتألم"، وأشار إلى أن مسيرة الصوم مع كونها مغمورة بضياء نور القيامة فإنها تحيي فينا ما جال في قلب يسوع المسيح الإلهي-الإنساني حين صعد إلى أورشليم للمرة الأخيرة ليهب ذاته فداء عن البشر. فكانت معمودية الألم والحب عطيةَ يسوع لنا ولكل الإنسانية، إذ تألم في سبيل الحقيقة والعدالة وحمل إلى تاريخ الناس إنجيل الألم من جهة وإنجيل المحبة من جهة أخرى. كما ذكّر الأب الأقدس بغنى قافلة الشهود في الكنيسة الذين ضحوا بذواتهم في سبيل الآخرين محتملين أقسى العذابات.

وختم البابا بندكتس الـ16 عظته سائلا مريم العذراء أن تعين وتعضد كلنا في مسيرة الكمال الإنجيلي هذه، هي التي مع آلام ابنها يسوع نفذ في قلبها سيف الألم. ولفت إلى أن الذكرى الخمسين بعد المائة لظهورات العذراء في لورد تقودنا إلى التأمل بسر مشاركة مريم لآلام البشرية، وتحثنا على استقاء التعزية من "كنز رأفة الكنيسة"، ولأن مريم "تقدمت في غربة الإيمان محافظة بكل أمانة على الاتحاد مع ابنها حتى الصليب".








All the contents on this site are copyrighted ©.