2008-01-30 14:11:07

البابا يتحدث عن القديس أغسطينس ويقول إن الإيمان والعقل يسيران متناغمين


تابع البابا بندكتس الـ16 حلقة تعليمه عن شخصية القديس أغسطينس أسقف هيبونا خلال المقابلة العامة اليوم الأربعاء بحضور زهاء ستة آلاف مؤمن، فسطر تناغم الإيمان والعقل في فكر هذا الراعي والفيلسوف الكبير.

وذكر الأب الأقدس برسالة البابا يوحنا بولس الثاني الرسولية التي أصدرها في عام 1986 عن القديس أغسطينس وكتب فيه أنه رجل شغف وإيمان لم ينبذ العقل جانبا ولم يتنكر له أبدا، فكانت مسيرته الفكرية والروحية "مثالا يحتذى به في العلاقة بين العقل والإيمان، وهو موضوع مركزي لتوازن ومصير كل كائن بشري".

ولفت البابا إلى أن مقولة أغسطينس الشهيرة: "آمن فتفهم" و"افهم فتؤمِن" تعبر عن التناغم الكبير في العلاقة بين العقل والإيمان كونهما لا يتعارضان أبدا. وأضاف يقول إن هذا التناغم يقود إلى إدراك أن "الله قريب من كل إنسان، قريب من قلبه كما من عقله أيضا". فالبعدان الإثنان لا فصل بينهما ولا تعارض بل تناغم مطلق وهاتان "القوتان ستقوداننا إلى المعرفة".

وتابع البابا تعليمه قائلا إن حضور الله في الإنسان، بالنسبة إلى أغسطينس، عميق وسري، ولكن الإنسان قادر على إدراكه في عمق أعماق ذاته، لأن "في قعر الإنسان الداخلي تسكن الحقيقة". فالكائن البشري اجتماعي بالفطرة ومعاد للمجتمع بالرذيلة ولا يخلصه إلا المسيح، الوسيط الأوحد بين الله والبشرية، طريق الحرية والخلاص الكونية: فخارج هذه الطريق "لم يخلص أي إنسان من ذي قبل، ولا يخلص أحد، ولن ينال الخلاص أي بشر".

وسطر بندكتس الـ16 ما جاء في ختام رسالة يوحنا بولس الثاني الرسولية عام 1986 أن أغسطينس أراد "جمع شمل البشر كلهم برجاء الاهتداء إلى الحقيقة" وهي يسوع المسيح نفسه. فكان لقاؤه بيسوع مفصلا مهما في تاريخه إذ غير حياته كما يغير حياة كل الذين يحظون بنعمة لقياه".








All the contents on this site are copyrighted ©.