2008-01-18 15:37:19

البابا استقبل مجلس أساقفة اللاتين في البلدان العربية وحثهم على تنمية شراكة حقة وتعاون هادئ ورزين بين الكاثوليك وسائر الطوائف المسيحية


استقبل البابا بندكتس الـ16 اليوم الجمعة في القصر الرسولي بالفاتيكان رئيس وأعضاء مجلس أساقفة اللاتين في الدول العربية، يتقدمهم بطريرك القدس للاتين ميشيل صباح، في زيارتهم القانونية للأعتاب الرسولية.

وجه الأب الأقدس كلمة في الحضور أعرب فيها عن محبته وقربه الروحي وتضامن الكنيسة الجامعة مع الكنائس المحلية في البلدان العربية التي تقوم بالشهادة الحقة على كل المستويات رغما من عدم الاستقرار وتصاعد وتيرة العنف والحقد وهي أمور تجعل التعايش بينها عسيرا وتهدد وجود الجماعات. وإذ سألهم تعزيز الإيمان في رعاياهم وروح الإخوّة، دعا البابا الأساقفة للبقاء مع الأشخاص الذين يخدمونهم فيقدموا لهم العون ساعة المحنة ويرشدوهم إلى طريق الأمانة الحقيقية للإنجيل عبر التزامهم بواجباتهم كتلاميذ للمسيح.

وأمام تنامي هجرة المسيحيين إلى بلدان الخارج طلبا للرزق ورغد العيش، دعا البابا الأساقفة ليشجعوا ويعضدوا من اختاروا البقاء في أرضهم كيلا تصبح "منطقة أثرية سياحية خالية من الحياة الكنسية". وأكد الأب الأقدس دعمه لكل مبادرات الأساقفة التي من شأنها الإسهام في خلق شروط اجتماعية اقتصادية تساعد المسيحيين على البقاء في بلادهم، كذلك حض الكنيسة جمعاء لتدعم بشدة تلك الجهود.

وقال البابا إن دعوة المسيحيين بالغة الأهمية لأنهم "صانعو سلام وعدالة" وبالتالي هم "حضور حي للمسيح الآتي كي يصالح العالم مع الآب ويجمع إليه كل أبنائه المشتتين". وحث على "تنمية شراكة حقة وتعاون هادئ ورزين بين الكاثوليك وسائر الطوائف المسيحية، وهي دلالات بليغة للمسيحيين الآخرين وللمجتمع بأسره".

وفي مجال وحدة المسيحيين التي صلى لأجلها يسوع المسيح في العلية، أشار البابا إلى أنها "دعوة ملحة" للسعي بلا كلل صوب الوحدة بين أتباع المسيح وتلاميذه، ونوّه بالدور الذي تلعبه الكنائس المحلية في البلدان العربية لتوطيد أواصر الأخوة مع الكنائس والجماعات الأخرى: وهذه العلاقات الأخوية هي "عنصر أساسي على درب الوحدة وشهادة ثمينة للمسيح" وكل العراقيل التي تعترض دروب الوحدة لن تطفئ "شعلة الحماسة المتقدة لنسج شروط حوار يومي ممهّد للوحدة".

وتطرق البابا إلى العلاقات مع المسلمين واليهود التي هي واقع يومي في تلك البلدان فثمّن أهمية شهادة المؤمنين المشتركة لله الواحد في سبيل قيام علاقات أكثر أخوة بين الأفراد ومكونات المجتمعات المختلفة حيث يعيش الأساقفة ويعملون. وشدد على ضرورة اكتساب معرفة متبادلة لتعزيز احترام أفضل لكرامة الشخص البشري والمساواة في حقوق وواجبات الأشخاص والاهتمام المتجدد باحتياجات كل إنسان، وبنوع خاص الفقراء. كما دعا إلى ضرورة تفعيل الحرية الدينية وعدم عرقلة ممارسة المعتقد الشخصي أو تغييره بحرية.

وذكر البابا الأساقفة بأولوية الدفاع عن العائلات المسيحية ضد أخطار النسبية الدينية والمادية والهجمات التي تهدد القيم الأدبية الأسرية والمجتمعية، ودعاهم إلى مضاعفة جهودهم لتأمين تنشئة صلبة للشباب وللبالغين تحصّن هويتهم المسيحية في مواجهة ظروف وأوضاع عديدة وتنمي فيهم روح احترام الأشخاص على اختلاف مشاربهم ومعتقداتهم.

وسطر الحبر الأعظم دور وإسهام الكنائس المحلية في القطاعات التربوية والصحية والاجتماعية التي تقدرهما السلطات والشعوب، وحض الأساقفة على "تنمية قيم التضامن والأخوة والمحبة المتبادلة كي يبشروا بحب الله الشامل في المجتمعات وبين المعوزين والمهمّشين خصوصا". كما ثمن خدمة وشجاعة الكهنة والرهبان والراهبات العاملين في أبرشياتهم والذين يستحقون كل رعاية واهتمام. هذا ثم منح البابا الجميع بركته الرسولية.








All the contents on this site are copyrighted ©.