2008-01-09 15:38:59

البابا يتحدث عن شخصية القديس أغسطينس "المميزة" ويقول إن كل دروب الأدب المسيحي اللاتيني تقود إلى هيبونا حيث كان أسقفا


تابع البابا بندكتوس الـ16 تعليمه الأسبوعي أثناء مقابلته العامة الثانية في بداية السنة الجديدة اليوم الأربعاء مع المؤمنين والحجاج في قاعة بولس السادس بالفاتيكان وتناول شخصية القديس أغسطينس أسقف هيبونا أحد كبار آباء الكنيسة اللاتينية متحدثا عن إيمان راعٍ غيور لم يعرف طعما للراحة وعن غزارة نتاج مفكر فيلسوف عرفه القاصي والداني.

سلط البابا الضوء على سيرة حياة القديس أغسطينس الذي ولد عام 354 في تاغست، وهي سوق الأخرس الحالية في الجزائر، من أب وثني وأم مسيحية زرعت فيه بذور الإيمان. وأشار البابا إلى إنه اتسم بذكاء حاد على الرغم من عدم تألقه في مدرستي مادورا وقرطاجة حيث قرأ شيشرون فأيقظ فيه الشغف بالحكمة بينما لم تروِ قراءة الكتاب المقدس غليله.

وللبابا بندكتوس الـ16 اضطلاع كبير في فكر أغسطينس الفلسفي واللاهوتي إذ كان محور أطروحته، فقال اليوم إن "كل دروب الأدب اللاتيني المسيحي تقود إلى هيبونا حيث كان أغسطينس أسقفا عليها" ومذكرا بقول البابا بولس السادس إن كل فكر الأقدمين يلتقي في مؤلفات هذا القديس الذي ذاع صيته حتى عند من لا يعرف المسيحية.

تأثر أغسطينس بالمانوية التي عرفت رواجا كبيرا في تلك الحقبة ووجد فيها جدية وعقلانية أكثر من المسيحية. عاد إلى قرطاجة وقد لمع نجم فصاحته وبلاغته عاليا ولكنه أصيب بخيبة أمل من تعاليم المانوية التي وجدها غير قادرة على تبديد شكوكه، فقرر التوجه إلى روما ومنها إلى ميلانو شمال إيطاليا حيث أعجب بتعليم وعظات أسقفها القديس أمبروسيوس، لا لبلاغتها بل لمحتواها، فاهتدى إلى المسيحية في 15 من آب أغسطس من عام 386 ونال سر العماد من يده، فختم بذلك شوط مسيرته الداخلية الشاقة.

وتابع الأب القدس يقول إن أغسطينس قرر العودة بعد عماده إلى أفريقيا ليعيش نمط حياة رهبانية متكرسا لخدمة الله، فانتقل للسكن في هيبونا وهي عنابا الحالية في الجزائر حيث أنشأ وشيد ديرا فيها وهو لا يزال علمانيا بعد. سيم كاهنا عام 391 ومن ثم انتخب أسقفا على المدينة عام 395 فتألقت غيرته الرعوية والرسولية بالمواظبة على الوعظ والإرشاد ومساعدة الفقراء والمعوزين في رعيته والاهتمام بتنشئة الكهنة والشمامسة.

وختم البابا عن أغسطينس يقول إنه "لم يكل أبدا عن التوكل على الله كل يوم وحتى الرمق الأخير من حياته" فتوفي عن ستة وسبعين عاما يوم الثامن والعشرين من آب أغسطس سنة 430، بعد أن خدم رعيته طوال خمس وثلاثين سنة كان له الأثر الكبير والجليل على مسيحيي عصره.








All the contents on this site are copyrighted ©.