2008-01-07 09:51:14

البابا يحتفل بالقداس الإلهي صباح الأحد في البازيليك الفاتيكانية لمناسبة عيد الدنح


احتفل البابا بندكتس السادس عشر صباح الأحد بالقداس الإلهي في البازيليك الفاتيكانية لمناسبة عيد الدنح. وقال الحبر الأعظم في عظته: إن الكنيسة تحتفل اليوم بعيد الدنح إذ تتذكر زيارة المجوس للطفل يسوع في مغارة بيت لحم، فقد جاؤوا من المشرق ليسجدوا للمسيح، الإله المتجسد. وأضاف البابا أن مخطط الله الخلاصي، الذي وُضع لأربعة آلاف سنة خلت، بلغ ذروته في سر ميلاد المسيح، منذ أكثر من ألفي سنة. فقد شكل هذا الحدث بداية "الأزمنة الأخيرة" من مخطط الله الخلاصي، الذي "تحقق" بتجسد الكلمة الإلهي.

إن سر الميلاد ـ تابع البابا يقول ـ هو سر "بركة" تريد أن تطال كل الشعوب وجميع البشر كيما يعيش الرجال والنساء كأخوة وأخوات، كأبناء لله الواحد. هذه هي حقيقة الإنسان. لقد أعلن الأنبياء عن مخطط الله الخلاصي الذي بات واقعاً مع ميلاد يسوع المسيح ... لكن الانقسامات والخلافات بين البشر وليدة الخطيئة والنزعات الأنانية تسيء إلى الله والإنسان.

ومضى بندكتس السادس عشر إلى القول: لا يسعنا أن نقول إن ظاهرة العولمة هي مرادف للنظام العالمي، بل على العكس .. إن الصراعات التي يشهدها العالم بسبب السيطرة على موارد الأرض الطبيعية تعرقل جهود العديد من الأشخاص الساعين إلى بناء عالم أكثر عدلاً وتضامنا. إن الإنسانية تحتاج إلى مزيد من الرجاء ... يجب أن يُدافع عن الخير العام ومصلحة الكل كي لا تتنعم قلة قليلة من البشر بالترف والغنى الفاحش فيما الجزء الأكبر من العائلة البشرية يعيش حالة من البؤس والفقر المدقع.

وذكر البابا المؤمنين بما جاء في رسالته العامة "بالرجاء مخلصون" حين أكد أن رجاء البشر الوحيد هو الله، هذا الإله الذي تجسد ووُلد في مغارة بيت لحم، وصُلب ومات وقام من الموت. وختم الحبر الأعظم عظته داعياً المؤمنين إلى التسلح بالرجاء والشجاعة. بشجاعة المجوس الذين قاموا برحلة طويلة، وسجدوا للطفل الإلهي وقدموا له الهدايا النفيسة. نحتاج كلنا لهذه الشجاعة ولرجاء راسخ، ولنسأل العذراء مريم أن تقود خطواتنا في مسيرة حجنا الأرضية وتكتنفنا بحمايتها الوالدية. آمين.

 

كلمة البابا قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي

وبعد الاحتفال بالذبيحة الإلهية أطل البابا ظهر الأحد من على شرفة مكتبه الخاص في القصر الرسولي ليتلو ووفود الحجاج والمؤمنين المحتشدين في الساحة الفاتيكانية صلاة التبشير الملائكي.

قال البابا: نحتفل اليوم بعيد الدنح ونتذكر قدوم المجوس من المشرق، الذين تبعوا نجماً جديداً قادهم إلى مغارة بيت لحم، بعد أن عرفوا أن هذا النجم هو علامة لولادة المسيح. منذ اللحظة الأولى لميلاد المخلص بدأ نور المسيح يجتذب إليه البشر بغض النظر عن انتماءاتهم اللغوية والعرقية والثقافية. إنها قوة الروح القدس التي تحرك القلوب والعقول بحثاً عن الحقيقة والجمال والعدل والسلام.

إن رجال ونساء زمننا قال البابا يحتاجون أيضاً إلى "نجم" يقود مسيرة حجهم الأرضية. إن النجم الذي قاد المجوس إلى مغارة بيت لحم، أنهى وظيفته بعد وصولهم إلى وجهتهم، ليشع مكانه نور الإنجيل الذي يقود اليوم جميع البشر نحو المسيح. والكنيسة أيضاً تضطلع بدورها في هذا الإطار وتقود خطى أبناء كل زمان ومكان. وعلى كل مسيحي يعيش إيمانه أن يكون بدوره "نوراً" للآخرين، ليساعدهم على إيجاد الطريق المؤدية إلى يسوع.

بعدها وجه البابا تمنياته الطيبة إلى الكنائس الشرقية التي تحتفل بعيد الميلاد، ثم سأل للكنيسة الجامعة حماية العذراء مريم، كيما تتمكن من نشر إنجيل المسيح، نور الأمم، في العالم كله.

وبعد تلاوة صلاة التبشير الملائكي ذكر البابا المؤمنين بأن هذا الأحد يصادف الاحتفال باليوم الإرسالي العالمي للطفولة، مشيراً إلى أن الأطفال المسيحيين يساعدون الكنيسة على إتمام رسالتها التبشيرية. وقال إن آلاف الأطفال يسعون إلى تلبية احتياجات أترابهم تدفعهم المحبة التي حملها ابن الله المتجسد إلى الأرض، موجهاً شكره لهؤلاء الأطفال وكل من يسهرون عن تنشئتهم ويقودون خطاهم على درب السخاء، والأخوة، والإيمان والرجاء.








All the contents on this site are copyrighted ©.