2008-01-02 09:57:24

البابا يرأس القداس الإلهي في البازيليك الفاتيكانية لمناسبة الاحتفال بعيد القديسة مريم والدة الله واليوم العالمي الـ41 للسلام


ترأس البابا بندكتس السادس عشر صباح الثلاثاء القداس الإلهي في بازيليك القديس بطرس بالفاتيكان لمناسبة الاحتفال بعيد القديسة مريم والدة الله واليوم العالمي الـ41 للسلام. وقد ألقى الحبر الأعظم عظة قال فيها: "نبدأ اليوم سنة جديدة والرجاء المسيحي يمسك بيدنا، ونستهلها مبتهلين، وبشفاعة مريم، أم الله، عطية السلام لعائلاتنا ومدننا والعالم كله". وحيا بعدها جميع الحاضرين بدءا بأعضاء السلك الديبلوماسي المعتمدين لدى الكرسي الرسولي والكردينال ترشيزيو برتوني أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان وأعضاء المجلس البابوي للعدالة والسلام وشكرهم بنوع خاص على التزامهم في نشر رسالته ليوم السلام العالمي، وموضوعها هذه السنة: "الأسرة البشرية ـ جماعة سلام".

وأضاف الأب الأقدس: نطمح جميعنا لنعيش في السلام، غير أن السلام الحق الذي بشّر به الملائكة ليلة الميلاد، ليس ببساطة ثمرة اتفاقات سياسية، بل قبل كل شيء عطية إلهية ينبغي ابتهالها باستمرار، وهو في الوقت عينه التزام يجب مواصلته بأناة عبر الامتثال دوما لوصايا الرب.

وهذا العام ـ قال البابا ـ وفي رسالتي ليوم السلام العالمي، أردتُ تسليط الضوء على العلاقة الوثيقة بين العائلة وبناء السلام في العالم. فالعائلة الطبيعية، المؤسسة على الزواج بين رجل وامرأة هي "مهد الحياة والحب" "والمربية الأولى على السلام ولا بديل عنها." ولهذا بالذات، فإن العائلة هي "وكالة السلام الرئيسة"، كما أن "التنكّر لحقوق الأسرة أو تحجيمها بهدف حجب الحقيقة عن الإنسان، ليهدد أركان السلام نفسها."

ولستين عاما خلا ـ مضى بندكتس السادس عشر إلى القول ـ وفي عام 1948، أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة "الإعلان العالمي لحقوق الإنسان"؛ ولأربعين عاما خلا احتفل سلفي البابا بولس السادس بأول يوم عالمي للسلام؛ وهذا العام أيضا، سنحيي الذكرى السنوية الخامسة والعشرين لتبني الكرسي الرسولي "شرعة حقوق العائلة".

وفي ضوء هذه المناسبات، أُذكّر بما كتبتهُ في ختام رسالتي ليوم السلام العالمي 2008 :"أدعو كل رجل وكل امرأة إلى وعي أكثر صفاء حيال الانتماء المشترك للعائلة البشرية الواحدة وإلى الالتزام في جعل التعايش على الأرض يعكس بصورة أفضل هذه القناعة التي يعتمد عليها بناء سلام حقيقي ومستدام."

وأضاف البابا يقول في عظته: عن أمومة مريم الإلهية يتحدث القديس بولس الرسول في رسالته إلى أهل غلاطية "فلمّا تم الزمان، أرسل الله ابنَه مولودا لإمرأة، مولودا في حُكم الشريعة." وبكلمات معدودة نجد ملخَّص سر تجسد الكلمة الأزلي وأمومة مريم الإلهية. وفي ليلة بيت لحم، وحينما ولدَت ابنها البكر، تحققت النبوءات المتعلقة بالمسيح. فقد قال أشعيا:"ها إن العذراء تحبل وتلد ابنًا". وقال الملاك جبرائيل لمريم "فستحملين وتلدين ابنا." ويقول متى الإنجيلي أيضا:" تراءى ملاك الرب ليوسف في الحلم وقال له:"لا تخف أن تجيء بامرأتك مريم إلى بيتك. إن الذي تحمله هو من الروح القدس، وستَلد ابنا."

والطفل الذي وُضع في مذود، وحتى وإن كان يشبه ظاهريا جميع أطفال العالم، فهو في الوقت نفسه مختلف تماما، فهو ابن الله، هو الله، الإله الحق والإنسان الحق. وهذا السر ـ تجسد الكلمة وأمومة مريم الإلهية ـ هو عظيم وليس من السهل فهمه بواسطة العقل البشري فقط. ولكن وفي مدرسة مريم، نستطيع أن نقبل بعين القلب، ما لا تستطيع أن تراه وتفهمه العيون والعقل.

وفي ختام عظته قال البابا: فلنرفع الصلاة وكما جاء في القراءة الأولى من سفر العدد: "كيما يضيء الرب بوجهه علينا". ولنكن واثقين أنه وإذا لم نتعب من البحث عن وجهه ولم نستسلم لتجربة الاحباط والشك، وإذا بقينا ـ وسط المصاعب الجمة ـ متجذرين به، سنستطيع اختبار قوة محبته ورحمته. فليجعلنا الطفل الذي تظهره العذراء اليوم للعالم، صانعي سلام وشهودا له، لأمير السلام.

 

كلمة البابا قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي:

بعد الاحتفال بالذبيحة الإلهي تلا البابا بندكتس السادس عشر صلاة التبشير الملائكي مع وفود الحجاج والمؤمنين الذين تجمعوا في ساحة القديس بطرس تحت أشعة شمس دافئة. قال البابا: أوكل العام الجديد الذي بدأ لتوه إلى حماية العذراء القديسة التي نحتفل بعيدها اليوم. إن مريم العذراء أجابت بـ"نعم" على بشارة الملاك جبرائيل وحملت في أحشائها الكلمة الأزلي، الذي تجسد بفعل الروح القدس، ووضعته العذراء ليلة عيد الميلاد. ففي بيت لحم وُلد من أحشاء مريم ابن الله الذي تجسد من أجل خلاص جميع البشر، وأصبحت العذراء مريم أماً لله، وبالتالي أما لجميع المؤمنين وللبشرية برمتها.

وتابع البابا يقول: تزامناً مع عيد مريم أم الله، يحتفل العالم في الأول من كانون الثاني يناير ومنذ أربعين عاماً باليوم العالمي للسلام. وقد اخترت لهذه المناسبة الشعار التالي: "الأسرة البشرية جماعة سلام". ولخص الحبر الأعظم بكلمات قليلة ما تتضمنه رسالته لهذه المناسبة، وسأل العذراء مريم والدة أمير السلام أن تساعد الكنيسة على تأدية رسالتها خدمة لقضية السلام، وأن تقود خطى البشرية، وتزامناً مع الاحتفال بالذكرى السنوية الستين لصدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، على الطريق المؤدية نحو التضامن والسلام الدائم والشامل.

وبعد تلاوة صلاة التبشير الملائكي شكر الحبر الأعظم جميع الأشخاص الذين وجهوا إليه أطبيب التمنيات لمناسبة عيدي الميلاد ورأس السنة، خاصاً بالذكر رئيس الجمهورية الإيطالية متمنياً بدوره للسيد نابوليتانو وللشعب الإيطالي كله السير قدماً في طريق الوفاق والنمو والازدهار. وقبل أن يوجه تحياته بلغات عدة إلى وفود الحجاج والمؤمنين أعرب البابا بندكتس السادس عشر عن تشجيعه جميع المبادرات الآيلة إلى إرساء أسس سلام أصيل بين الشعوب. وتمنى للكل عاماً سعيداً.








All the contents on this site are copyrighted ©.