2007-12-27 16:14:42

رسالة أسقف طرابلس إلى المؤمنين الكاثوليك في ليبيا لمناسبة حلول عيد الميلاد المجيد


لمناسبة حلول عيد الميلاد وجه أسقف طرابلس المطران جوفاني مارتينيلي رسالة إلى المؤمنين الكاثوليك في ليبيا جاء فيها ما يلي:

قبل أيام قليلة من قدوم عيد الميلاد قدّم البابا بندكتوس السادس عشر للكنيسة الجامعة رسالة رائعة تتحدث عن الرجاء وهي الرسالة العامة الثانية لقداسته عنوانها "بالرجاء نلنا الخلاص". نعلم أن الرجاء ليس شيئاً سهلاً وبسيطاً وواضحاً، حيث أن الكلمات والنظريات بمفردها لا تقنعنا. ماذا يعني الرجاء؟ إن الحبر الأعظم يفرّق بين الرجاء الأعظم الذي هو الله، والذي يعانق الكون والذي يعطينا ما لا ننتظره، وبين "الرجاءات" القليلة التي تأتي إلينا ونواجهها خلال حياتنا اليومية.

وحتى نمتلك الرجاء الأعظم فإننا نتعلمه من خلال الصلاة كما يقول البابا: "إن لم تستطع الكلام مع الآخر تكلم مع الله". فمن يصلي لا يكون لوحده بل بالصلاة يعيش الإنسان في اتحاد مع الله ويرغب أن يمكث في قلبه. هذه الرغبة تفتح آفاق قلب الإنسان وتجعله معداً لاستقبال عطية الله له، ألا وهي حضور الله وملكوته داخل الإنسان. والنقطة الأخرى التي نتعلم منها الرجاء فهي الألم الذي يقودنا ويعطينا الشجاعة ويساهم في تدبير الخير. إن الله صار جسداً وقبل آلام الإنسانية ويمكن أن يصبح الألم ترنيمة مجد لله، وسعادة تنقّينا وتوحدنا بالمسيح المتألم.

ومضى أسقف طرابلس إلى القول: البابا يدعونا ألا نيأس لأننا لسنا بمفردنا، أو منعزلين، فكل وجود على الأرض مرتبط بوجود الآخرين .... فرجاؤنا العميق هو دائماً مصدر رجاء للآخرين. ونحن كمسيحيين يجب ألا نتوقف عند هذا السؤال: كيف أستطيع أن أخلّص نفسي؟ بل ينبغي أن نتساءل ـ كما يقول البابا ـ كيف نخلص الآخرين؟

إن ميلاد المسيح يتأسس على الرجاء ويدعونا إلى عدم الخوف، كما قال الملاك للرعاة: "لا تخافوا فاليوم ولد لكم مخلص". الميلاد هو حدث النور، وعيد النور. فالنور الحقيقي يعود من خلال طفل أورشليم إلى البشرية ويمزق سحب الخطيئة. بريق الله يظهر في آفاق التاريخ ليعلن للبشر طريقاً جديداً مملوءاً بالرجاء.

وختم المطران مارتينيلي رسالته يقول: نحن في كنيسة ليبيا غرباء ومسافرين، نستقبل يسوع ورسالته بتواضع بممارسة الأسرار المقدسة وبمحبة الأخوة اللذين يرحبوا بالآخر. "الكلمة صار جسداً" ... إن الله أصبح طفلاً مثلنا كي لا نخاف من الله الذي يقول لنا: "لا تخافوا".  يسوع الطفل المولود في المغارة يرحب بالفقير، حيث يرى الفقر بداخلنا. يخترق يسوع بعذوبته ظلمات عالمنا الداخلي والخارجي، ويعرف غرورنا ومخاوفنا وحواجزنا وهو يشع بنوره على كل واحد منا.








All the contents on this site are copyrighted ©.