2007-12-25 15:25:57

محطة روحية في عيد ميلاد يسوع المسيح الرب المخلص


في البدء كان الكلمة والكلمة كان لدى الله والكلمة هو الله. كان في البدء لدى الله. به كان كل شيء وبدونه ما كان شيء مما كان. فيه كانت الحياة والحياة نور الناس والنور يشرق في الظلمات ولم تدركه الظلمات. ظهر رجل مُرسَل من لدن الله اسمه يوحنا. جاء شاهدا ليشهد للنور فيؤمن عن شهادته جميع الناس. لم يكن هو النور بل جاء ليشهد للنور. الكلمة هو النور الحق الآتي إلى العالم والمنير كل إنسان.كان في العالم وبه كان العالم والعالم لم يعرفه. جاء إلى بيته فما قبله أهل بيته. أما الذين قبلوه وهم الذين يؤمنون باسمه فقد مكّنهم أن يصيروا أبناء الله: إنهم لم يولدوا من ذي لحم ولا من رغبة ذي لحم ولا من رغبة رجل بل من الله. والكلمة صار بشرا فسكن بيننا فرأينا مجده مجداً من لدن الآب لابن وحيد ملؤه النعمة والحق. شهد له يوحنا فهتف: "هذا الذي يأتي بعدي قد تقدمني لأنه كان قبلي". فمن ملئه نلنا بأجمعنا وقد نلنا نعمة على نعمة. لأن الشريعة أُعطيت عن يد موسى وأما النعمة والحق، فقد أتيا عن يد يسوع المسيح. إن الله ما رآه أحد قط الابن الوحيد الذي في حضن الآب هو الذي أخبر عنه.

 

التأمل

 

"من فيض نعمه نلنا جميعًا نعمة على نعمة" (يو1/1-16).

لقد اعتدنا أن نحتفل بالأعياد من خلال علامات خارجيّة عديدة تكون بمثابة تعبير عمّا يخالجنا في الداخل. عيد الميلاد يتمحورُ حولَ الفرح المعبَّر عنه بالزينة والأضواء والموسيقى الجميلة... كما أنّ العلاقات بين الأشخاص تأخذ منحًى مميزا؛ فهنالك تبادل الهدايا بين الأقرباء والأصدقاء، كما التفكير بالفقير والمريض وبكل مَن حرم من الفرحة.  ولكن، ما الذي يدفعنا إلى هذا الحسّ الإنساني في الميلاد؟ يستند الملحد على القيم الإنسانية ليبرّر تصرفه المميّز في مناسبة العيد.  كما يعبّر غيرُ المكترث بالإيمان عن رغبته في تنمية أواصر الإنسانيّة بشكل عميق ومعبِّر... أمّا المؤمن فيضع ذاته أمام خِيارات إنسانيّة تتجلى في يسوع، الكلمة المتجسد، ويرى في طفل بيت لحم معنًى للحياة، لكلّ حياة.

مِن الواضح أنّ كل البشر يتفقون في العمق على ما يجمعهم في عيش الإنسانية الواحدة. ولا شكّ أنّ ما يدفع إلى ذلك هو المشاركة في المحبة التي هي النعمة الخارجة عن المألوف، التي زادت بشريّتنا حنانا وحقيقة. "الكلمة صار إنسانا وحلّ فينا". وعليه، فالمحبة التي تتجسّد لا يمكن أن تترك كُلاًّ منا في قوقعته الأنانية، فتتطلب منه مجهودا ليخرج من سجن الأنا العاجي ليكون بكليته لقاءً، حوارًا، حياةً. نعم، من فيض الله يكتشف الإنسان ذاته كعلاقة، كحبّ، فيصير في ضوء يسوع ذاك الكائن الكامل في الضعف، الحيّ في عمق محدوديته.








All the contents on this site are copyrighted ©.