2007-12-23 15:27:24

محطة روحية عند كلمة الحياة حول إنجيل الأحد الرابع والأخير من زمن المجيء


أما ميلاد يسوع المسيح، فهكذا كان: لما كانت مريم مخطوبة ليوسف، وجدت قبل أن يتساكنا حاملا من الروح القدس. وكان يوسف وزجها بارا، فلم يرد أن يشهر أمرها، فعزم على أن يطلقها سرا. وما نوى ذلك حتى تراءى له ملاك الرب في الحلم وقال له: "يا يوسف ابن داود، لا تخف أن تأتي بامرأتك مريم إلى بيتك. إن الذي كوِّن فيها هو من الروح القدس، وستلد ابنا فسمّه يسوع، لأنه هو الذي يخلص شعبه من خطاياهم". وكان هذا كله ليتم ما قال الرب على لسان النبي: "ها إن العذراء تحمل فبلد ابنا يسمونه عمانوئيل" أي "الله معنا". (متى 1/18-24)

 

قراءة من القديس البابا لاون الكبير (+461)

 

إن روح المؤمنين الذين يتأملون، كل الأيام والأزمنة، في أعمال الله، لمنجذب نحو مجيء سيدنا ومخلصنا، المولود من العذراء مريم، حتى إن القلب يرتفع إلى مديح خالقه، سواء في غمر البكاء والتضرعات، أو في تسبيح المديح أو بتضحية الذبائح. وما من شيء يحمل عليه بتواتر وإيمان، نظرتَه الروحية إلا هذا: الآبُ، وابنُ الآب المولودُ من الآب والمساوي له في الأزلية، والذي ولد ولادة بشرية.. غير أن عيد اليوم يجدد لنا مجيء المسيح الذي ولد من العذراء مريم على العالم. وعندما نسجد لميلاد مخلصنا، نحتفل في الوقت نفسه بنشأتنا. ولادة المسيح هي في الحقيقة منشأ الشعب المسيحي, وتذكار ميلاد الرأس هو أيضا تذكار ميلاد الجسد. وعلى الرغم من أن كل واحد مدعو بدوره، وكلَ أبناء الكنيسة يتناوبون في عصور مختلفة، فإن معظم المؤمنين الخارجين من حوض المعمودية، وقد صلبوا مع المسيح في آلامه وقاموا يوم القيامة وجلسوا عن يمين الآب في صعوده، هم أيضا ولدوا مع المسيح في ميلاده.








All the contents on this site are copyrighted ©.