2007-12-23 15:30:47

البابا قبل التبشير الملائكي: رسالة الكنيسة التبشيرية هي جواب عن هتاف "تعال أيها الرب يسوع"


بتمام الثانية عشرة من ظهر اليوم الأحد، أطل البابا بندكتوس الـ16 من على شرفة القصر الرسولي بالفاتيكان ليلقي كلمة في الحجاج والمؤمنين المتجمهرين بساحة القديس بطرس ويتلو معهم صلاة التبشير الملائكي.

يوم واحد، قال البابا، يفصل هذا الأحد الرابع من زمن المجيء عن عيد الميلاد المجيد، وسنجتمع منتصف ليل يوم غد لنحتفل سوية بسر الحب العظيم الذي لا ينفك يدهشنا: صار الله ابنَ الإنسان لنصير نحن أبناءَ الله.

أنشدت الكنيسة دوما هذا الابتهال: "هلمّ تعال أيها الرب، وزرنا بسلامك، فإن حضورك يغمرنا بالفرح". فرسالة الكنيسة التبشيرية هي جواب عن هتاف "تعال أيها الرب يسوع!" الذي يشق طريقه عبر تاريخ الخلاص كله وتردده شفاه المؤمنين على الدوام. تعال أيها الرب وبدّل قلوبنا كي يعم في الأرض العدل والسلام!

وهذا ما يدعو للتذكير بالمذكرة العقائدية حول بعض وجوه التبشير، تابع البابا، التي نشرها مجمع عقيدة الإيمان لأيام خلت، إذ يذكر المستند هذا  كل المسيحيين، في ظرف لا تبدو فيه واضحة لكثير من المؤمنين غاية التبشير نفسها، (يذكر) بأن "قبول البشرى السارة بالإيمان، يدفع من تلقاء نفسه" (رقم 7) لإعلان الخلاص المقبول كعطية.

وأضاف البابا يقول إن "الحق الذي يخلص الحياة- الذي صار جسدا بيسوع- يضرم قلب من يقبله بحب نحو القريب الذي يدفع بالحرية إلى إعطاء ما قد قبلت مجانا" (المرجع نفسه). أن يجللنا حضور الله الذي حل بيننا في الميلاد هو عطية لا تقدر بثمن، هبة  قادرة على جعلنا "نعيش في عناق شامل مع أصدقاء الله" (المرجع ذاته)، في "شبكة الصداقة مع المسيح الذي علق السماء بالأرض" (9)، والذي يحمل الحرية البشرية إلى تمامها التي إذا ما عاشها الإنسان بحقيقتها، أزهرت "حبا مجانيا مغمورا بالخير لكل البشر" (7).

وشدد الأب الأقدس على أن لا شيء أجمل وأهم وأكثر إلحاحا من أن نهب مجانا للناس ما قبلناه من الله مجانا! ولا شيء يبعدنا ويحيدنا عن هذا العمل الكريم وهذا الالتزام الرائع. في الوقت الذي يغمرنا فرح الميلاد بالرجاء، يحثنا في الآن معا على إعلان حضور الله بيننا على الملأ أجمع.

وسلط الحبر الأعظم الضوء على خير مثال في التبشير وهي العذراء مريم التي لم توصل إلى العالم فكرة بل يسوع الكلمة المتجسد، وسألها متضرعا بثقة الأبناء كي تعرف الكنيسة التبشير بيسوع المسيح المخلص في عصرنا اليوم. وتمنى أن يتحسس كل مسيحي وكل جماعة فرح مشاطرة الخبر السار مع الآخرين وهو أن "الله أحب العالم حتى أنه جاد بابنه الوحيد.. ليخلّص به العالم" (يوحنا 3/16-17). هذا هو المعنى الحقيقي للميلاد الواجب أن نعيد اكتشافه ونحياه باستمرار.

وفي ختام كلمته، وجه البابا بندكتوس الـ16 تحية إلى العاملين في صحيفة "أوسرفاتوره رومانو" الفاتيكانية، الحاضرين في ساحة القديس بطرس والذين أطلقوا مبادرة تضامنية لصالح أطفال جمهورية أوغندا، وأعرب البابا عن تقديره لهذه الالتفاتة الكريمة التي تقوم بها اليومية الفاتيكانية بهدف رفد الحاجات الإنسانية الطارئة بالمساعدة الضرورية في كل بقعة من العالم، وتمنى أن تتجسد هذه المبادرة كما أخرى أيضا أعمالا ملموسة يريد لها الخير والتوفيق والنجاح.

ووجه الأب الأقدس تحياته إلى الحجاج والمؤمنين والسياح في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان بلغات مختلفة وتلا صلاة التبشير الملائكي ومنح من ثم الجميع بركته الرسولية متمنيا للجميع أحدا مباركا وأياما ميلادية سعيدة.








All the contents on this site are copyrighted ©.