2007-12-19 14:59:08

البابا في مقابلته العامة يدعو لعيش رمز الميلاد الحقيقي، ميلاد "عمانوئيل الله معنا الذي أتى حاملا السلام والعدالة للعالم


تجمع زهاء ستة آلاف من المؤمنين والحجاج في قاعة بولس السادس بالفاتيكان قبل ظهر اليوم الأربعاء ليستمعوا إلى تعليم البابا بندكتوس الـ16 الأسبوعي أثناء المقابلة العامة الرابعة والأربعين والأخيرة لعام 2007 وقد تمحور حول الاستعداد لمجيء المسيح المخلص في الميلاد المجيد.

دعا البابا المؤمنين إلى إدراك رمز الميلاد الحقيقي ألا وهو تجسد يسوع المسيح "عمانوئيل الله معنا" الذي أتى حاملا السلام والعدالة للعالم، وشدد على أن من لا يعترف بأن الله صار بشرا فماذا يعني إذا الاحتفال بالميلاد؟ يصبح فارغا! وأشار إلى أن "الإيمان والرجاء الكبير يبدوان بعيدين عن واقع الحياة اليومية العامة والخاصة في عالم يزداد فوضى وعنفا: وهذا ما نلمسه كل يوم، إذا انطفأ نور الحقيقة، تغدو الحياة أكثر ظلاما ومن دون بوصلة".

وقال البابا إن قراءات الكتاب المقدس في هذا الزمن الليتورجي تحثنا على تكثيف استعدادنا لاستقبال الخلاص الذي يمنحه الله وحده، وأن وجود الإنسان بشكل عام هو انتظار، وهذا الوجود يحييه الرجاء الإنجيلي في قلب المسيحيين، وتغدو الجماعة الكنسية بالتالي صدى لكل البشر ذوي الإرادة الطيبة عندما تبتهل لمجيء الخلص. ولذا فإن انتظار عودة الرب ينوّرها اليقين بأن الطفل، الذي سجد له رعاة بيت لحم لألفي عام خلا، لا ينفك منذ ذلك الحين يزورنا في حياتنا اليومية، في مسيرتنا نحو الملكوت.

وشدد البابا على أننا كمسيحيين مدعوون للتأكيد بقناعة تامة على حقيقة ميلاد المسيح فنشهد لهذه العطية غير المنتظرة، التي لا تغنينا وحسب بل تغني الناس أجمعين؛ من هنا ينبع واجبنا بالتبشير أي إيصال البشرى السارة إلى العالم أجمع.

وتمنى البابا أن "يحل السلام في العائلات التي تجتمع حول مغارة يسوع وحول الشجرة المزدانة بالأنوار، وأن تسهم رسالة التضامن والاستقبال التي يحملها عيد الميلاد (تسهم) في خلق أشكال تضامن جديدة تجاه الفقر القديم والجديد". وأردف قائلا: ليكن العيد للجميع عيد سلام الفرح والبهجة، غبطة بميلاد المخلص أمير السلام". وأمل الأب ألقدس أن "يفتح الرب قلوبنا ونفوسنا فنتمكن من ولوج سر ميلاده العجيب".








All the contents on this site are copyrighted ©.