2007-12-12 15:23:55

البابا في مقابلة الأربعاء العامة يتحدث عن القديس باولينوس دي نولا مثال الشركة في الكنيسة ومحبة الفقراء


تابع البابا بندكتوس الـ16 تعليمه الأسبوعي عن قافلة آباء الكنيسة وتوقف اليوم الأربعاء في قاعة بولس السادس بالفاتيكان عند شخصية واحد من آباء الكنيسة الغربية ومسلطا الضوء على القديس باولينو دي نولا الذي كان صورة لراعي المحبة الحقيقي.

ولد القديس باولينوس عام 335 في بوردو بفرنسا الحالية  من عائلة ثرية وكان أبوه موظفا إمبراطوريا مرموقا. وبعد إتمامه دراسته العالية بتفوق، عين حاكما لمنطقة كامبانيا جنوب روما ومسجلا بذلك بداية حياته السياسية. وإزاء الإيمان العظيم الذي شاهده لدى الجمع الغفير من المؤمنين الذين يتوافدون إلى قبر القديس الشهيد فليكس في هذه المنطقة، قرر اعتناق الديانة المسيحية على الرغم من الحرج بسبب من موقعه السياسي، ولكنه هتف بصوت الإيمان قائلا: "إن الإنسان من دون المسيح غبار وظلال" (النشيد العاشر، رقم 289).

وتابع البابا كلامه على القديس باولينوس مشيرا إلى أنه وبعد اهتدائه إلى المسيحية، انضم إلى مدرسة القديس أمبروسيوس أسقف ميلانو لينهل من تعاليم الإنجيل ومبادئه، ثم عاد إلى بوردو ليتابع تحصيله اللاهوتي على يد الأسقف القديس دلفينوس الذي منحه سر العماد.

وفي برشلونة، تعرف إلى سيدة نبيلة تدعى تيراسيا واقترن بها وأنجب منها طفلا توفي بعد أيام قليلة على ولادته. فشعر بدعوة ملحة إلى الاقتداء بالمسيح وسلوك درب الزهد والترهب، فوزّع كل ما يملك إلى الفقراء والمعوزين وعاد وامرأته إلى نولا بالقرب من كامبانيا حيث عاشا حياة نسكية زاهدة وأسسا جماعة رهبانية.

نال السيامة الكهنوتية في مدينة برشلونة عاد بعدها إلى نولا حيث اختارته وانتخبته جماعة المسيحيين هناك ليكون أسقفا عليهم خلفا لراعي الكنيسة المتوفي حول السنة 409. جنّد طاقاته الرعوية لخدمة الفقراء والحجاج، قال البابا، فكان "صورة عن راعي المحبة الحقيقي" الذي تخلى عن ثروته كلها. ويرد على من يعجب لأمره قائلا إنها "بداية السبق في الحلبة، إنها نقطة الانطلاق وليست النهاية". وفي الدير الذي أسسه، جهّز باولينوس جناحا خاصا بالفقراء والحجاج ليستضيفهم فيه على أنهم المسيح نفسه، واعتبر صلاتهم أساسا ودعما للدير وساكنيه.

وأضاء الأب الأقدس على الناحية الأدبية عند القديس باولينوس الذي أخذ عن مربيه ومعلمه أوسونيوس شغفه بالشعر والآداب، ولكن الكتاب المقدس كان مصدر وحيه الأدبي ونورا لوجوده إذ قال: "الفن الوحيد بالنسبة لي هو الإيمان، وشعري الوحيد هو المسيح". وقد وجهته القراءة الإلهية، أي مطالعة الكتب المقدسة، على درب الكمال، فأنشد في كتاباته للإيمان والمحبة وبيّن أن الكنيسة هي سر الوحدة حاثا بذلك المؤمنين على الصداقة والشركة الروحية بهدي الروح القدس.

وقال البابا إن باولينوس كان "معلما حقيقيا" في ثريا المختارين أمثال القديس أغسطينس وأمبروسيوس ومرتينوس وغيرهم، وشدد على أن لاهوت الكنيسة المعاصر وجد في مؤلَّفاته فكرة "إنجيل الشركة كمفتاح مقاربة لسر الكنيسة" الذي عبر عنه المجمع الفاتيكاني الثاني قائلا إن "الكنيسة هي شركة حميمة مع الله".

وفي الختام، سأل البابا بندكتوس الـ16 معونة القديس باولينوس دي نولا كي "نعي أن الكنيسة هي سر اتحادنا الحميم بالله ووحدة الجنس البشري". هذا ومنح الأب الأقدس من ثم المؤمنين والحجاج بركته الرسولية.








All the contents on this site are copyrighted ©.