2007-12-09 14:22:25

البابا في كلمته قبل صلاة التبشير الملائكي: فيما نستعد للاحتفال بعيد ميلاد المسيح يتكرر صدى دعوة يوحنا المعمدان إلى التوبة


أطل البابا ظهر الأحد من نافذة مكتبه الخاص بالفاتيكان ليتلو صلاة التبشير الملائكي مع مؤمنين كثيرين غصت بهم ساحة القديس بطرس، وقد وجه بداية كلمة ذكّر فيها بالاحتفال يوم أمس السبت بعيد العذراء مريم سلطانة الحبل بلا دنس، وقال إن الليتورجيا دعتنا إلى رفع نظرنا نحو مريم، أم يسوع وأمنا، نجمة رجاء لكل إنسان. واليوم، أضاف الأب الأقدس، هو الأحد الثاني من زمن المجيء، ويحدثنا إنجيل متى عن يوحنا المعمدان، ويقول:"وفي تلك الأيام، ظهر يوحنا المعمدان ينادي في برية اليهودية فيقول: "توبوا، فقد اقترب ملكوت السموات." لقد كانت رسالته إعداد الطريق أمام المسيح، داعيا شعب إسرائيل إلى التوبة عن خطاياه. وبكلمات صارمة، قال يوحنا المعمدان:"كل شجرة لا تثمر ثمرًا طيبًا تُقطع وتُلقى في النار"، وحذر أيضا من مراءاة مَن كان يشعر بأنه في أمان لكونه ينتمي فقط إلى الشعب المختار، وقال:"أثمروا ثمرًا يدل على توبتكم". وفيما نستعد للاحتفال بعيد ميلاد المسيح ـ تابع البابا يقول ـ يتكرر صدى دعوة يوحنا المعمدان إلى التوبة. وهي دعوة ملحّة لنفتح القلب ونستقبل ابن الله. وكتب يوحنا الإنجيلي يقول:"إن الآب لا يدينُ أحدا بل جعلَ القضاءَ كلَّهُ للإبن... لأنه ابن الإنسان." وأضاف بندكتس السادس عشر: عبر سلوك حياتنا على الأرض، نقرر مصيرنا الأبدي. ففي لحظة الموت، سنُحاسب على أساس التشبه بالطفل يسوع الذي سيولد في مغارة بيت لحم الفقيرة. وإن الآب السماوي الذي أظهرَ لنا محبته الرحيمة بميلاد ابنه الوحيد، يدعونا للسير على خطاه، جاعلين من حياتنا عطية محبة. وعطايا المحبة هي "ثمار التوبة" التي تحدث عنها يوحنا المعمدان عندما توجه بكلمات قاسية إلى الفريسيين والصدوقيين الذين أقبلوا على معموديته. ومن خلال الإنجيل، قال البابا، يواصل يوحنا المعمدان الكلام عبر العصور ولكل جيل. فكلماته الواضحة والقاسية تبان شافية لنا رجال ونساء زمننا الحاضر، حيث طريقة عيش الميلاد وفهمه تُعاش غالبا وللأسف بعقلية مادية. إن "صوت" النبي العظيم يدعونا إلى إعداد طريق الرب في صحاري يومنا الحاضر، الصحاري الخارجية والداخلية، المتعطشة للماء الحي، للمسيح. وختم البابا كلمته بالقول: فلتساعدنا مريم العذراء على توبة القلب الحقيقية، كيما نستطيع انتقاء الخيارات الضرورية لنطابق عقليتنا مع الإنجيل.








All the contents on this site are copyrighted ©.