2007-12-02 15:14:16

إنجيل الأحد: محطة روحية عند كلمة الحياة


قال يسوع: "وكما كان الأمر في أيام نوح، فكذلك يكون عند مجيء ابن الإنسان. فكما كان الناس، في الأيام التي تقدمت الطوفان، يأكلون ويشربون ويتزوجون ويزوّجون بناتهم، إلى يوم دخل نوح الفُلك، وما كانوا يتوقعون شيئا، حتى جاء الطوفان فجرفهم أجمعين، فكذلك يكون مجيء ابن الإنسان: يكون عندئذ رجلان في الحقل، فيقبض احدهما ويترك الآخر. وتكون امرأتان تطحنان بالرحى فتقبض إحداهما وتترك الأخرى. فاسهروا إذا، لأنكم لا تعلمون أي يوم يأتي ربكم. وتعلمون أنه لو عرف رب البيت أي ساعة من الليل يأتي السارق لسهر ولم يدع بيته ينقب. لذلك كونوا أنتم أيضا مستعدين، ففي الساعة التي لا تحسبونها يأتي ابن الإنسان". (متى24/37-44)

 

 

قراءة من القديس أفرام السرياني (+373)

جاهد مع المسيح

كان لربنا مقدِّسِ كل الناس عمادان: عماد الماء وعماد الصليب؛ بعماد الآلام جعلنا نعرف عماد الماء. فالتوبة هي بالحقيقة صلبُ الخطأة نفوسَهم، وهي التي تخترق أعضاءهم سراً لئلا تستسلمَ للشهوة، وهذا ما تنبّأ عنه يوحنا المعمدان قبل ربنا (متى3/1-12). فالعمادان إذا ضروريان للصالحين والطالحين، ولو وُجِد عمادٌ واحد لما استطاع وحده أن يمنح الحياة. فإن قلتَ أنْ ليس ثمّ اضطهادٌ علني، أجِبْك بأن ثمّ اضطهادا خفيا.. فليست الأظافر الحديدية القاسية أشدَ هولا من الهرطقات، ولا العذاباتُ كالإستنطاقات، ولا سَلخُ الجلد كالمماحكات، ولا قطعُ الرأس كشكوك العقل. أيضطهدك الحقد؟ أبدِ الحلم. أتضطهدك الشهوة؟ تمسك بالعفة. وهكذا إن اضطهدك الظلمُ فعليك بالعدالة، وإذا اضطهدك المال فاعترفْ بربنا سيدِ الجميع. مرّنْ نفسك ضد الذين لا تراهم لتستطيع مقاومة من تراهم. إذا تغلّب المضطهِدون الذين فيك، كيف تأمل أن تغلبَ القائمين خارجا؟ (شرح الدياتسرون 21/17). 








All the contents on this site are copyrighted ©.