2007-11-28 16:20:44

البابا يتحدث عن أهم آباء الكنيسة الشرقية القديس أفرام السرياني "كنارة الروح القدس"


وصف البابا بندكتوس الـ16 القديس أفرام السرياني "بممثل المسيحية الناطقة باللغة السريانية الأكثر مفارقة وتناقضا" وذلك خلال مقابلته العامة المعتادة مع المؤمنين والحجاج اليوم الأربعاء في قاعة البابا بولس السادس في الفاتيكان.

وكان البابا قد شدد قبل الحديث عن أفرام السرياني على أن المسيحية ليست "ديانة أوروبية حملت وصدّرت فيما بعد الثقافة الأوروبية"، كما يحلو للبعض تحديدها، ولكن "الواقع يبدو أكثر تعقيدا" لأن المسيحية انطلقت أساسا من أورشليم حيث جذورها الواقعة في آسيا لتنتشر في القرون الأولى في الغرب والعالمين اليوناني والروماني وفي الوقت عينه توسعت إلى الشرق صوب بلاد فارس والهند، فنمت "مسيحية ذات ثقافة متعددة" ولكنها موطدة على "إيمان مشترك". 

وللدلالة على "التعددية الثقافية منذ بدايتها"، سلط البابا الضوء على شخصية القديس أفرام السرياني المولود عام 306 الذي تنشأ علما ومعرفة وفضيلة على يد أسقفه وأصبح شماسا في كنيسة نصيبين يحيا التبتل والفقر. وقد هجر المدينة على أثر الاحتلال الفارسي لها عام 363 ليقيم في مدينة الرها وهي أورفا في تركيا الحالية، وتوفي فيها عام 373.

وقال البابا إن أفرام امتاز بفنه الشعري إلى جانب كونه عالِما لاهوتيا، فذاعت شهرته كشاعر الحقبة الآبائية الأبرز ومكّنته موهبته الفذة من الغوص في الفكر اللاهوتي عبر استعماله المفارقات والتناقضات، الصور والرموز التي استعارها غالبا من الكتاب المقدس. وأضاف أن الأناشيد التي وضعها للترنيم الليتورجي في الكنيسة تتأمل في أسرار حياة المسيح، ولها قيمة تعليمية بيّنة إذ تدعو الشعب لعيش إيمان الكنيسة: فكان أن "حوّل اللاهوت والشعر والتأملات في الإيمان إلى ليتورجية وموسيقى".

وتابع الأب الأقدس كلامه على أفرام السرياني الذي كرمه التقليد المسيحي ودعاه "كنارة الروح القدس"، قائلا إنه "صورة بهية لخادم الله". فقد ظل شماسا طوال حياته متمما خدمته الطقسية الليتورجية على أكمل وجه، مظهرا محبة المسيح التي تغنى بها بطريقة لا مثيل لها، وانكب على عمل الخير نحو إخوته الذين اكتسبوا منه معرفة أفضل لمضمون الوحي الإلهي.








All the contents on this site are copyrighted ©.