2007-11-24 17:17:13

البابا يترأس الكونسيستوار العادي العام ويسلم القبعة الكردينالية 23 كردينالا جديدا من بينهم بطريرك بابل للكلدان عمانوئيل الثالث دلي


ترأس البابا بندكتس السادس عشر صباح اليوم السبت في البازيليك الفاتيكانية الكونسيستوار العادي العام، سلم خلاله القبعة الكردينالية 23 كردينالا جديدا في الكنيسة الجامعة، من بينهم بطريرك بابل للكدان عمانوئيل الثالث دلي. وجه الأب الأقدس كلمة قال فيها إن هذا الاحتفال الكنسي يبرز قيمة المهمة التي يُدعى الكرادلة الجدد إلى القيام بها، عبر تعاون وثيق مع خليفة بطرس، كما ويشكل دعوة إلى شعب الله كيما يرفع الصلاة ليبقى الكردالة الجدد ـ وفي خدمتهم ـ أمناء دوما للمسيح حتى التضحية بالحياة، إن اقتضت الضرورة ذلك، يقودهم إنجيله.

وتابع الحبر الأعظم أن الكرادلة هم أقرب مستشاري ومعاوني خليفة بطرس في قيادة الكنيسة، وقال إن الاحتفال بالكونسيستوار لهو على الدوام مناسبة ربانية لتقديمِ شهادةٍ لمدينة روما والعالم أجمع على الوحدة الفريدة التي تجمع الكردالة حول البابا، أسقف روما. كما وأشار إلى أن الأزمنة تبدلت والعائلة الكبيرة لتلاميذ المسيح منتشرة اليوم في كل قارة وحتى أقاصي الأرض، وتتكلم كل لغات العالم، وتنتمي إليها شعوب من كل ثقافة.

وأضاف البابا يقول إن تعددية أعضاء مجمع الكردالة، إن من ناحية انتمائهم الجغرافي أم الثقافي، تسلط الضوء على هذا النمو وتظهر في الآن معا تبدل المتطلبات الراعوية. وأشار إلى أن كاثوليكية الكنيسة تظهر أيضا في تركيبة مجمع الكرادلة مؤكدا أن كل واحد من الكرادلة الجدد يمثل جزءا من جسد المسيح السري، أي الكنيسة المنتشرة في كل مكان.وقال البابا: أدرك جيدا أن الإهتمام بالأنفس يتطلب اليوم تضحية كبيرة، ولكنني أدرك أيضا السخاء الذي يؤازر نشاطكم الرسولي اليومي، ولهذا، أعبرُ عن تقديري لخدمتكم الكنسية الأمينة التي تقدمونها منذ سنين طويلة، وهي خدمة ستتطلب مسؤولية أكبر مع مهمتكم الجديدة المدعويين إليها، عبر شركة وثيقة مع أسقف روما.

وتابع البابا:"أفكرُ بعاطفة كبيرة بالجماعات الموكلة إلى عنايتكم، لاسيما تلك المعانية من الألم، ومن تحديات ومصاعب متعددة، ومن بينها الجماعات المسيحية في العراق، وقال: إن أخوتنا وأخواتنا في الإيمان يختبرون النتائج المأساوية لنزاع متواصل ويعيشون في الوقت الحالي وضعا سياسيا هشا ودقيقا. ومن خلال اختيار بطريرك الكنيسة الكلدانية ليكون عضوا في مجمع الكرادلة ـ قال الأب الأقدس ـ أردتُ التعبير بطريقة ملموسة عن عاطفتي وقربي الروحي من هؤلاء السكان. ونريد معا ـ أضاف البابا ـ أن نؤكد مجددا تضامن الكنيسة جمعاء مع مسيحيي تلك الأرض الحبيبة، سائلا الله المصالحة والسلام.

وتابع الأب الأقدس يقول إن مرقس الإنجيلي يذكرنا بأن كل تلميذ حقيقي للمسيح يستطيع أن يتوق إلى شيء واحد وهو أن يشاركه ألمه بدون المطالبة بأية مكافأة. فالمسيحي مدعو ليكون "خادما" من خلال اتباع المسيح، أي مقدما حياته مجانا للآخرين، وقال البابا: إن العظمة المسيحية الحقيقية لا تكمن في السيطرة بل في الخدمة. ويكرر يسوع اليوم على مسامعنا "بأنه لم يأت ليُخدم بل ليَخدم"، داعيا الكرادلة الجدد لجعل كلمات يسوع هدف خدمتهم.

وتابع البابا يقول: إن الرب يدعوكم إلى خدمة المحبة: محبة الله وكنيسته ومحبة الأخوة بتفان. ودعاهم أيضا ليكونوا شهود الرجاء الإنجيلي وقال إن احتفال اليوم يسلط الضوء على المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقكم والتي تجد تأكيدا في كلمات بطرس في رسالته الأولى:"كرموا الرب يسوع في قلوبكم وكونوا أبدا مستعدين لأن تردوا على من يَطلب دليل ما أنتم عليه من الرجاء." وأشار البابا إلى أن هذه المسؤولية لا تخلو من المخاطر، مذكرا مرة جديدة بكلمات القديس بطرس:"فخيرٌ لكم أن تتألموا وأنتم تعملون الخير، من أن تتألموا وأنتم تعملون الشر."

وختم البابا بندكتس السادس عشر كلمته قائلا: غدا الأحد وفي هذه البازيليك الفاتيكانية أيضا، سأحتفل بالقداس الإلهي في عيد يسوع ملك الكون مع الكردالة الجدد وسأسلمهم خاتم الكردينالية. وستكون مناسبة هامة للتأكيد مجددا على وحدتنا في المسيح ولتجديد إرادتنا المشتركة في خدمته بسخاء.








All the contents on this site are copyrighted ©.