البابا يستقبل ممثلين عن إتحاد الجامعيين الكاثوليك الإيطاليين

استقبل البابا ظهر اليوم الجمعة في القصر الرسولي بالفاتيكان ممثلين عن إتحاد الجامعيين الكاثوليك الإيطاليين، ووجه لهم كلمة عبر فيها عن تقدير الكنيسة لنشاطهم في العالم الجامعي لخدمة الإنجيل، وذكّر باحتفال الإتحاد هذه السنة بالذكرى العاشرة بعد المائة لتأسيسه، وقال إن الحفاظ على الذاكرة التاريخية هو قيمة ثمينة، عائدا بالذاكرة أيضا إلى كلمات سلفه يوحنا بولس الثاني في الذكرى المئوية الأولى لتأسيس الإتحاد حينما قال إن هذا الحدث يشكل فصلا هاما من حياة الكنيسة في إيطاليا. وأضاف بندكتس السادس عشر أن إتحاد الجامعيين الكاثوليك الإيطاليين قد ساهم أيضا في تنشئة أجيال من المسيحيين المثاليين الذين عاشوا الإنجيل في حياتهم، ملتزمين على الصعيد الثقافي، المدني، الاجتماعي والكنسي، أمثال الطوباوييْن بييرجورجيو فراسّاتي وألبرتو مارفيللي. ولم ينس البابا التذكير بشخصيات أخرى مرموقة من بينها ألدو مورو وفيتّوريو باشلي اللذين قُتلا بطريقة وحشية.

وتابع البابا كلمته مؤكدا أن الاتحاد قادر اليوم أيضا على الشهادة "للصداقة الممكنة" بين العقل والإيمان، والتي تتطلب جهدا متواصلا لجمع النضج في الإيمان مع النمو في الدراسة وتحصيل المعرفة العلمية. كما وأشار إلى أن الدراسة تشكل، في الآن معا، فرصة ربانية للتقدم في مسيرة الإيمان، لأن الفكر المنشَّأ بطريقة جيدة يفتح قلب الإنسان على الإصغاء لصوت الله. وتوقف البابا عند أهمية قيمة التواضع التي تحدث عنها خلال لقائه الشباب الإيطالي مؤخرا في مدينة لوريتو عندما حثهم على عدم اتباع طريق التكبر. وأضاف يقول: من يريد أن يكون تلميذا للمسيح، عليه السير بعكس التيار وعدم الإصغاء للأصوات الجذابة التي تقترح نماذج حياة مطبوعة بالعجرفة والعنف والقوة والنجاح بأي وسيلة. وأكد الأب الأقدس أن الكنيسة لا تتوانى عن دعوة النشئ الجديد إلى التنبه وعدم الخوف من اختيار طرق "بديلة" بإمكان المسيح فقط أن يدل إليها.

وفي ختام كلمته قال البابا "إن يسوع يدعو أحباءه إلى وسم حياتهم بطريقة عيش بسيطة ومتضامنة، ونسج علاقاتٍ صادقة مع الآخرين. ويدعوكم أنتم الطلاب الشباب إلى التحلي بحس المسؤولية والاهتمام بالخير العام." كما دعا بندكتس السادس عشر الطلاب إلى إقامة علاقة صداقة وثيقة مع المعلم الإلهي، والتعلّم في مدرسة مريم، كرسي الحكمة، موكلا الجميع إلى حمايتها الوالدية.