مداخلة مراقب الكرسي الرسولي الدائم الأمم المتحدة حول مجلس حقوق الإنسان

أجرى مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة المطران تشيلستينو ميليوري أمس الاثنين مداخلة أمام المشاركين في أعمال الدورة 62 للجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة في نيويورك، وتمحورت حول مجلس حقوق الإنسان بعد مضي عام ونيف على تأسيسه. قال المطران ميليوري إن أوضاع حقوق الإنسان تحمل على القلق إذا ألقينا نظرة بانورامية على العالم. فلو اعتبرنا أن مجمل الحقوق المنصوص عليها في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والمعاهدات الدولية المختصة بالحقوق الإقتصادية، الاجتماعية والثقافية، وبالحقوق المدنية والسياسية وباقي الوسائل القانونية الدولية، نرى أنه لا يوجد قانون واحد غير منتَهك أو متجاهَل في بلدان عديدة، وللأسف أيضا في بعض الدول الأعضاء في المجلس الجديد.

وعرض المطران ميليوري من ثم أمثلة عن الحقوق الأكثر انتهاكا ومن بينها إنكار الحق في الحياة في بعض الحالات والادعاء بمراقبة ضمائر المواطنين وولوج الإعلام، والتضييق على الحق في التجمع وقمع المنشقين السياسيين وفرض سياسة على الولادات لا تأخذ في عين الاعتبار قرار الأهلين إضافة إلى الحد من الهجرة بدون تمييز، والسماح بالعمل في أوضاع مذلة وقبول التمييز بحق المرأة وقمع الحرية الدينية.وأشار إلى أن مجلس حقوق الإنسان مدعو إلى ردم الهوة بين مجمل الوسائل القانونية الدولية لحقوق الإنسان وواقع تطبيقها في مختلف أنحاء العالم. وأكد أن كل الدول مدعوة إلى تحمل هذه المسؤولية بشكل فردي وجماعي.

وتابع مراقب الكرسي الرسولي مداخلته قائلا إن تقرير مجلس حقوق الإنسان الذي هو موضوع مناقشاتنا يُثبت أن القوانين الدولية التي تحمي هذه الحقوق هي جلية أكثر فأكثر بشكل يضمن التنعم الكامل بها. وأشار أيضا إلى أن عددا كبيرا من الأديان أضحى اليوم ضحية الاستهزاء إن بحق مؤمنيها أو رموزها الروحية أم الأخلاقية، ما يشكل ظاهرة مقلقة تهدد السلم والإستقرار الاجتماعي وتسيء بشكل مباشر إلى كرامة الإنسان، لاسيما حقه في الحرية الدينية.وشدد المطران ميليوري على أهمية أن يتبنى مجلس حقوق الإنسان قرارا جديدا حول احترام الحق في الحرية الدينية للمؤمنين من كل الأديان، بدون استثناء. وتمنى مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة أن تساعد هذه القرارات في تعزيز التزام سياسي واجتماعي ملموس من قبل كل دولة، يجعل فعالاً احترامُ كرامة وحرية كل رجل وامرأة.