2007-10-26 15:51:29

البابا يقول لأساقفة الغابون في زيارتهم القانونية للأعتاب الرسولية: أنتم قبل كل شيء خدمة ومرشدو الشعب الموكول إليكم


استقبل البابا بندكتوس الـ16 قبل ظهر اليوم الجمعة وفد أساقفة جمهورية الغابون في زيارتهم القانونية للأعتاب الرسولية ووجه لهم كلمة سلط فيها الضوء على مهام الأساقفة التبشيرية والرعوية عبر التنشئة والتعليم وتعزيز الدعوات الكهنوتية والرهبانية والمكرسة.

قال البابا إن "رعاة كنيسة الغابون ومن خلال زيارتهم القانونية، وهي قمة الشركة الكنسية والحياة الروحية، يؤكدون على مهمتهم الرسولية لأنهم دائما وقبل كل شيء خدَمةُ ومرشدو الشعب الموكول إليهم".

واستنادا إلى التقرير الرعوي الذي رفعه رئيس مجلس أساقفة الغابون المطران تيموته نزوكينا، قال البابا إنكم "مدعوون مع قواكم الحية في أبرشياتكم لتطوير رعوية أبرشية ووطنية أكثر حيوية في خدمتكم" كما دعاهم إلى تنظيم مجلس أساقفتهم بشكل خاص عبر لقاءاتهم الدورية والبنيات التي تؤازرهم وتعضدهم. وشدد على أن تقاسم الغنى الرعوي والمشاريع يمنح أبرشياتهم دينامية متجددة، إذ بقدر ما تنمو الشركة بينهم وبين الكاثوليك بقدر ما يقوى فعل التبشير.

وعن شعب الغابون المنجرف إلى المجتمع الاستهلاكي والمتساهل، المتناسي أمر الأكثر فقرا في البلاد، فقد حضه البابا على "إنماء الحس الأخوي والتضامن فيهم" كما لفت انتباه المسيحيين المتخاذلين المتراخين أمام ترهات العالم إلى أن يحافظوا على مسلك مثالي في القيم الروحية والأخلاقية.

وأصر البابا على أن "نقل الإيمان والتعمق في السر المسيحي" من بين مهمات كنيسة الغابون الملحة، ومن هنا ضرورة "تثقيف المؤمنين وتنشئتهم المعمقة التي تمكنهم من إرساء حياتهم المسيحية على مبادئ واضحة وهذا يتطلب هيكليات تنشئة فاعلة". وشجع البابا الأساقفة على إعداد كهنة وعلمانين مؤهلين لهذه المسؤولية "كي تنتعش الجماعات الكنسية ويستقي المؤمنون، من الحياة الليتورجية والصلاة الشخصية والعائلية والمشتركة، قوة وعزما ليكونوا شهود البشرى السارة في مجالات الحياة الاجتماعية كافة وصانعي مصالحة وعدالة وسلام".

وشدد البابا على أن يعير أساقفة الغابون كالوالدين انتباها خاصا بشبيبة بلدهم داعيا بالتالي المسيحيين والأهل تحديدا للتحرك في تشجيع الشباب على تشريع قلوبهم للمسيح والسير في دربه. كما حث الشباب كي يكونوا "رسل تبشير لأترابهم وأصدقائهم فيتعرفوا على المسيح المخلص".

وتحدث البابا عن ضآلة الدعوات الكهنوتية والمكرسة مثلما جاء في تقرير الأساقفة فشدد على تفعيل دور المعهد الإكليريكي في العاصمة ليبرفيل وفي سائر الأبرشيات وتنمية رعوية الدعوات وتكثيفها. وسطر أهمية "الصلاة في مرافقة الشباب ونقل نداء المسيح لهم لنشوء دعوات ناضجة في غابون" مسطرا دور المربين ومعلمي التعليم المسيحي في تربية الشباب الشاملة، ومنوها بعمل المرسلين رجالا ونساء الذي زرعوا بذور الإنجيل الأولى.

وركز الأب الأقدس على سخاء خدمة الكهنة في الغابون داعيا إياهم إلى تعزيز "حياتهم الباطنية مع المسيح ويظلوا أمينين لمتطلبات دعوتهم والتزامهم أمام الله والكنيسة عبر طاعتهم وتبتلهم". وشدد على ضرورة وحدتهم الجماعية تحت نظر الأسقف في خدمة مؤمني شعب الله كما دعاهم للتعاون الوثيق بهدف تنشيط مشاريع وبرامج رعوية مشتركة تعطي الرسالة زخما واندفاعا. وحض كل الكهنة على التخلي عن مصلحتهم الفردية والبحث عن خير الكنيسة العام إذ بالمحبة وحدها عبر الخدمة المتجردة يجدون فرحا عميقا.

وفي ختام كلمته إلى أساقفة الغابون في زيارتهم القانونية إلى الأعتاب الرسولية، منح البابا بندكتوس الـ16 الجميع بركته الرسولية.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.