2007-10-14 16:40:28

في كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي البابا يطلق نداء من أجل إطلاق سراح كاهنين اختطفا في العراق


أطلق البابا بندكتس السادس عشر وبعد تلاوة صلاة التبشير الملائكي ظهر اليوم مع وفود الحجاج والمؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس (أطلق) نداء من أجل السلام في العراق، قال: ما تزال تردنا يومياً من العراق أنباء تشير إلى استمرار الاعتداءات ودوامة العنف، تهتز لها ضمائر الأشخاص الذين يريدون السلام للعراق وللمنطقة كلها. وقد وردنا اليوم نبأ اختطاف كاهنين تابعين لأبرشية السريان الكاثوليك في الموصل، وهما عرضة للقتل. أوجه نداء إلى الخاطفين كيما يفرجوا عن الرهينتين فوراً، وأود التأكيد مرة جديدة على أن العنف لا يحل الخلافات ولا يخفف من حدة التوترات. أرفع الصلاة الحارة إلى الرب العلي كيما يُطلق سراح الكاهنين، وأصلي من أجل جميع الأشخاص المتألمين نتيجة العنف وعلى نية السلام.

وكان البابا قد حدث الحاضرين في الساحة الفاتيكانية عن إنجيل هذا الأحد الذي يخبرنا أن يسوع شفى عشرة برص، بينهم سامري، عاد وحده ليشكر الرب. ويقول له يسوع: "قم فامض، إيمانك خلصك". يحملنا هذا الحدث على التفكير في نوعين مختلفين من الشفاء. فهناك شفاء "سطحي" يتعلق بجسد الإنسان، وشفاء يدخل إلى أعماق الكائن البشري ويلامس قلبه وكيانه. فالشفاء الكامل والجذري ـ تابع البابا يقول ـ هو "الخلاص" الذي يتخطى حدود صحة الإنسان، ليمنحه حياة جديدة أبدية. فالإيمان يخلص الإنسان، كما يقول المسيح، وعرفان الجميل حيال الله هو تعبير عن الإيمان. فالسامري عاد أدراجه ليشكر يسوع، لأنه اعتبر الشفاء هبة من عند الله.

لقد شفى يسوع عشرة برص. وداء البرص يرمز إلى الخطيئة التي تشوه وجه الإنسان والمجتمع. فالكبرياء والأنانية يولدان في النفس البشرية اللامبالاة والحقد والعنف. الله وحده يشفي الإنسان من داء البرص هذا الذي يصيب الروح، ويشوه وجه البشرية.

"توبوا وآمنوا بالبشارة". بهذه الدعوة بدأ يسوع حياته العلنية. وما يزال هذا النداء يتردد على مسامع الكنيسة. وقد جددت العذراء مريم القديسة هذه الدعوة في ظهوراتها الأخيرة. وتتوجه أنظارنا اليوم إلى فاطما في البرتغال حيث ظهرت العذراء مريم لتسعين سنة خلت للرعاة الثلاثة: لوتشيا، جاشينتا وفرانشسكو، وحيث ترأس أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال برتونيه ـ نيابة عني ـ الاحتفالات الختامية لهذه الذكرى الهامة. وأود أن أحيي عبر الأقمار الاصطناعية الكرادلة والأساقفة والكهنة الحاضرين في ذلك المزار المريمي وجميع الحجاج والمؤمنين الذين توافدوا إليه من مختلف أنحاء العالم. ولنطلب في هذه المناسبة إلى العذراء مريم أن تمنح جميع المسيحيين هبة توبة حقيقة، كيما يعلنوا على الكل رسالة الإنجيل ويشهدوا لها في حياتهم.

وفي ختام كلمته وجه البابا كعادته تحياته بلغات عدة إلى وفود الحجاج والمؤمنين وتمنى للكل أحداً سعيداً.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.