2007-09-30 16:13:03

إنجيل الأحد: محطة روحية عند كلمة الحياة


وضرب يسوع هذا المثل قال: "كان رجل غني يلبس الأرجوان والكتان الناعم، ويتنعم كل يوم بمأدبة فاخرة. وكان رجل مسكين اسمه لعازر ملقى عند بابه قد غطت القروح جسمه. وكان يشتهي أن يشبع من فتات مائدة الغني. غير أن الكلاب كانت تأتي فتلحس قروحه. ومات المسكين فحملته الملائكة إلى حضن إبراهيم. ثم مات الغني ودفن. فرفع عينيه وهو في الجحيم يقاسي العذاب، فرأى إبراهيم عن بعد ولعازر في أحضانه. فنادى: يا أبتِ إبراهيم ارحمني فأرسِلْ لعازر ليبلّ طرف إصبعه في الماء ويبرّد لساني، فإني معذب في هذا اللهيب. فقال إبراهيم: يا بنيّ، تذكر أنك نلت خيراتك في حياتك ونال لعازر البلايا. أما اليوم فهو هنا يُعزّى وأنت تُعذّب. ومع هذا كله، فقد أقيمت بيننا وبينكم هوة عميقة، لكيلا يستطيع الذين يريدون الاجتياز من هنا إليكم أن يفعلوا ولكيلا يُعبَر من هناك إلينا. فقال: أسألك إذا يا أبتِ أن ترسله إلى بيت أبي، فإن لي خمسة إخوة. فلينذرْهم لئلا يصيروا هم أيضا إلى مكان العذاب هذا. فقال إبراهيم: عندهم موسى والأنبياء، فليستمعوا إليهم. فقال: لا يا أبتِ إبراهيم، ولكن إن مضى إليهم واحد من الأموات يتوبون. فقال له: إن لم يستمعوا إلى موسى والأنبياء، لا يقتنعوا ولو قام واحد من الأموات". (لوقا 16/19-31)

 

قراءة من القديس أغسطينوس (+430)

 

يأتي الإنسان إلى العالم، وكل إنسان يقول: أريد الحياة. ولا واحد يشاء أن يموت. وعلى كرهه للموت، هو مكره على أن يموت. بجميع طاقاته يهوى الحياة: يأكل، يركض، ينام، يمشي، يفتح عينيه، يشاء الحياة. وغالبا ما يخرج ظافرا من أخطار شتى، ويقوى على العيش. ولكن ليحتفظْ -إن استطاع- برونق الشباب، ويتدارك الشيخوخة! ينجو من أخطارِ يومٍ فيقول: لقد أفلتّ من الموت! بنجاتك من أخطارِ يومٍ، لم تعمل سوى أنك أضفت يوما إلى حياتك! عشت يوم امتداد، ولكنْ فكّرْ فترى أنك خسرت أيضا يوما، فلو فرضنا أنك ستعيش ثلاثين عاما، فهذا اليوم المنصرم يُطرح منن مجموع أيامك، فيعجل أجل موتك. تمضي سنة وتتلوها أخرى. ولكن حين تأتي هذه، لا يسعك أن تحتفظ بها. وفي حسرة تعيش سنة أخرى. الحياة تخطف الحياة. الوقت يقضم وجودك فإذا به غيرُ موجود، لأنه لن يوجد في فجر يومك الأخير. ولكن ربنا يسوع المسيح أتى، وهو يقول لنا: ما تخافون، أيها الذين خلقتكم ولم أهملكم؟ أيها الناس! منكم كان الدمار ومني الخلق. أيها الناس! لم أنتم خائفون من الموت؟ هاءنذا أموت، هاءنذا أتألم. فلا يرعبكم ما كان يرعبكم. إني رجاؤكم. أجل، لقد صنع لنا ذلك، فأظهر لنا قيامته إلى الأبد.








All the contents on this site are copyrighted ©.