2007-09-16 14:03:12

البابا يذكّر بأن الله محبة رحيمة ويتمنى تكثيف التعاون من أجل تعزيز الخير العام والنمو وحماية الخليقة من خلال تمتين التحالف بين الإنسان والبيئة التي عليها أن تكون مرآة لمحبة الخالق


كعادته ظهر كل أحد تلا البابا بندكتس السادس عشر صلاة التبشير الملائكي مع وفود من المؤمنين والحجاج غصت بهم الباحة الداخلية للقصر الرسولي الصيفي في بلدة كاستيل غاندولفو، ووجه بداية كلمة تمحورت حول الفصل الخامس عشر من إنجيل لوقا، وقال إنه من أكثر الصفحات المؤثرة في الكتاب المقدس. ففي هذا اليوم يدوى صدى نبأ سار هو أن الله محبة رحيمة. وأضاف البابا أن لوقا الإنجيلي جمع في هذا الفصل ثلاثة أمثال عن الرحمة الإلهية، اثنان تحدث عنهما أيضا متى ومرقس حول الخروف الضال والدرهم الضائع، أما المثل الثالث فهو مثل الآب الرحيم ويُعرف عادة بمثل "الابن الضال" تحدث عنه لوقا فقط. وفي هذه الصفحة الانجيلية يتبدى وكأننا نسمع صوت يسوع الذي يُظهر لنا وجه أبيه وأبينا. ولهذا في الحقيقة أتى إلى العالم: ليخبرنا عن الآب ويعرفنا إليه، نحن الأبناء الضالين ويحيي في قلوبنا فرح الإنتماء إليه ورجاء أن نحصل على المغفرة ونستعيد كرامتنا الكاملة ورغبة أن نسكن دوما في منزله الذي هو منزلنا أيضا. وأشار البابا في كلمته إلى أن الأمثلة الثلاثة حول الرحمة الإلهية قد رواها يسوع لأن الفريسيين والكتبة كانوا يتحدثون عنه بالسوء لأنه كان يستقبل الخاطئين ويؤاكلهم فشرح لهم وبلغته النموذجية أن الله لا يريد أن يضيع أحد من أبنائه وأن نفسه تبتهج بعودة خاطئ واحد. إن الديانة الحقة تكمن في الدخول بتناغم مع هذا القلب "الغني بالمراحم" الذي يطلب منا أن نحب الجميع حتى البعيدين والأعداء متمثلين بالآب السماوي الذي يحترم حرية كل واحد ويجذب الجميع إليه بقوة أمانته. هذه هي الطريق التي يدل إليها يسوع من يريد أن يكون له تلميذا:"لا تدينوا، لا تحكموا على أحد، إِغفروا يُغفر لكم؛ أعطوا تُعطَوا وكونوا رحماء كما أن أباكم رحيم". وفي هذه الكلمات قال البابا، نجد إرشادات ملموسة لتصرفنا اليومي كمؤمنين. وفي زمننا الحاضر، تحتاج البشرية إلى إعلان رحمة الله والشهادة لها، وقد شعر يوحنا بولس الثاني بهذه الضرورة الراعوية، بطريقة نبوية، وكان رسولا كبيرًا للرحمة الإلهية. ولأبيه الرحيم، خصص رسالته العامة الثانية وكان طيلة حبريته رسول محبة الله لجميع البشر. وبعد أحداث 11 من أيلول سبتمبر 2001 المأساوية التي أظلمت فجر الألفية الثالثة، دعا يوحنا بولس الثاني المسيحيين والبشر ذوي الإرادة الطيبة إلى الإيمان بأن رحمة الله أقوى من كل شر، وأن في صليب المسيح وحده يوجد خلاص العالم. فلتنل لنا مريم العذراء، أم الرحمة، عطية الإتكال دوما على محبة الله ولتساعدنا على أن نكون رحماء كأبينا السماوي.

وبعد صلاة التبشير الملائكي حيا البابا المؤمنين بلغات مختلفة وقال: "صباح اليوم الأحد، وفي معبد ليخين ببولندا، أعلن الكردينال ترشيزيو برتوني أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان، وباسمي، الأب ستانيسلاو بابشينسكي طوباويا، وكان كاهنا مثاليا في الوعظ وتنشئة المؤمنين، وأبًا للفقراء." وأضاف:"اليوم أيضا في بوردو بفرنسا، أعلن الكردينال خوسي سراييفا مارتينز عميد مجمع دعاوى القديسين، وباسمي، الراهبة ماري سيلين طوباوية، وهي من الرهبنة الفرنسيسكانية الثانية وأرادت أن تكون حياتها علامة لمحبة المسيح." وتابع :"أودُ أيضا تذكار مؤسس جمعية الصليب المقدس الأب بازيل أنطوان ماري مورو الذي أعلنه عميد مجمع دعاوى القديسين، يوم أمس السبت، وباسمي، طوباويا، في لومان بفرنسا."

كما وأشار الأب الأقدس إلى أنه يُحتفل اليوم الأحد بالذكرى السنوية العشرين لتبني "بروتوكول مونتريال" بشأن المواد المستنفدة لطبقة الأوزون. فخلال السنوات العشرين الماضية، وبفضل التعاون النموذجي للمجتمع الدولي، تم التوصل إلى نتائج هامة، مع تبعات إيجابية على أجيال الحاضر والمستقبل. وتمنى البابا تكثيف التعاون من أجل تعزيز الخير العام والنمو وحماية الخليقة من خلال تمتين التحالف بين الإنسان والبيئة التي عليها أن تكون مرآة لمحبة الخالق.








All the contents on this site are copyrighted ©.