2007-09-16 14:03:20

إنجيل الأحد 16 سبتمبر: محطة روحية حول كلمة الحياة


وكان العشارون والخاطئون يدنون منه جميعا ليستمعوا إليه. فكان الفريسيون يقولون متذمرين: "هذا الرجل يستقبل الخاطئين ويأكل معهم!" فضرب لهم هذا المثل قال: "أي امرئ منكم إذا كان له مائة خروف فأضاع واحدا منها، لا يترك التسعة والتسعين في البرية، ويسعى إلى الضال حتى يجده؟ فإذا وجده حمله على كتفه فرحا، ورجع به إلى البيت ودعا الأصدقاء والجيران وقال لهم: افرحوا معي، فقد وجدت خروفي الضال! أقول لكم: هكذا يكون الفرح في السماء بخاطئ واحد يتوب أكثر منه بتسعة وتسعين من الأبرار لا يحتاجون إلى التوبة. أم أية امرأة إذا كان عندها عشرة دراهم، فأضاعت درهما واحدا، لا توقد سراجا وتكنس البيت وتجدّ في البحث عنه حتى تجده؟ فإذا وجدته دعت الصديقات والجارات وقالت: افرحن معي، فقد وجدت درهمي الذي أضعته! أقول لكم: هكذا يفرح ملائكة الله بخاطئ واحد يتوب". وقال: "كان لرجل ابنان. فقال أصغرهما لأبيه: يا أبتِ أعطني النصيب الذي يعود علي من المال. فقسم ماله بينهما. وبعد بضعة أيام جمع الابن الأصغر كل شيء له، وسافر إلى بلد بعيد، فبدد ماله هناك في عيشة إسراف. فلما أنفق كل شيء، أصابت ذلك البلد مجاعة شديدة، فأخذ يشكو العوز. ثم ذهب قالتحق برجل من أهل ذلك البلد، فأرسله إلى حقوله يرعى الخنازير. وكان يشتهي أن يملأ بطنه من الخرنوب الذي كانت الخنازير تأكله، فلا يعطيه أحد. فرجع إلى نفسه وقال: كم أجير لأبي يفضل عنه الخبز وأنا أهلك هنا جوعا! أقوم وأمضي إلى أبي فأقول له: يا أبتِ إني خطئت إلى السماء وإليك. ولست أهلا بعد ذلك لأن أدعى لك ابنا، فاجعلني كأحد أجرائك. فقام ومضى إلى أبيه. وكان لم يزل بعيدا إذ رآه أبوه، فأشفق عليه وأسرع إليه، فألقى بنفسه على عنقه وقبله طويلا. فقال له الابن: يا أبتِ، إني خطئت إلى السماء وإليك، ولست أهلا لأن أدعى لك ابنا. فقا الأب لعبيده: أسرعوا فأتوا بأفخر حلة وألبسوه، واجعلوا في إصبعه خاتما وفي رجليه حذاء، وأتوا بالعجل المسمن واذبحوه فنأكل ونتنعم، لأن ابني هذا كان ميتا فعاش، وكان ضالا فوجد. فأخذوا يتنعمون. وكان ابنه الأكبر في الحقل، فلما رجع واقترب من الدار، سمع غناء ورقصا. فدعا أحد الخدم واستخبر ما عسى يكون ذلك. فقال له: قدم أخوك فذبح أبوك العجل المسمن لأنه لقيه سالما. وأبى أن يدخل. فخرج إليه أبوه يسأله أن يدخل، فأجاب أباه: ها إني أخدمك منذ سنين طوال، وما عصيت لك أمرا قط، فما أعطيتني جديا واحدا لأتنعم به مع أصدقائي. ولما رجع ابنك هذا الذي بذر مالك مع البغايا، ذبحت له العجل المسمن! فقال له: يا بنيّ، أنت معي دائما أبدا، وجميع ما هو لي فهو لك. ولكن قد وجب أن نتنعم ونفرح، لأن أخاك هذا كان ميتا فعاش، وكان ضالا فوجد". (لوقا 15/1-32) 

 

قراءة من القديس باسيليوس الكبير (+379)

مصيبة الحسد

 

ليس في قلب الإنسان شهوة أسوأ من الحسد، فهو شيء لا يؤذي المحسود وحده، بل يقرِضُ قلب الحاسد نفسه قرضا عميقا، ويفعل فيه فعل الصدأ بالحديد. هو حزن تحدثه سعادة القريب. ودواعيه عند الحسود كثيرة: إن أخصب حقلُ جاره، أو جمُلَ منظر داره، أو كان سعيدا في اهله. كل هذه أمور توغر صدره وتزيد ألمه. فهو كالمسلوخ حيا يؤلمه كل شيء. إن رأى شخصا قويا معافا، اغتمّ؛ وإن قابل إنسانا جميلا، أو آخر ذكيا، جُرِح؛ وإن علم أحدا ناجحا، أحس بما يدمي قلبه. وأشقُ ما في هذا أنه مرض مخجل: ترى الحسود خافض البصر، كالح الوجه، يشكو ويهزُل، فتسأله عما به، فيستحي أن يقول: إني حسود، أشعر بمرارة في نفسي، أتعذب من سعادة صديقي ولا أطيق نجاح الآخرين، وأرى سعادة القريب سيفا يمزق أحشائي. فما من طبيب ولا من دواء يشفي هذا المريض، لأن ما يرجوه من عزاء هو في خراب من يحسدهم. ولا حد لبغضه إلا زوالُ نعمة القريب.








All the contents on this site are copyrighted ©.