2007-09-15 15:37:09

البابا يتسلم أوراق اعتماد سفير ايرلندا الجديد لدى الكرسي الرسولي


تسلم البابا بندكتوس الـ16 صباح اليوم السبت في القصر الرسولي بكاستل غاندولفو أوراق اعتماد سفير جمهورية ايرلندا الجديد السيد نويل فاهي ووجه إليه خطابا شدد فيه على أواصر العلاقات التاريخية والروابط الدينية بين الكرسي الرسولي وايرلندا منذ أن وصلت المسيحية إليها لألف وستمائة عام مضى وطبعت هوية الشعب الايرلندي الثقافية والأدبية والروحية، وقال إن "المسيحية تكمن في قلب الحضارة الايرلندية وتبقى كالخميرة في حياة أمتكم" ولم يفقد الإيمان المسيحي شيئا من معناه في المجتمع المعاصر.

عرفت ايرلندا في السنوات الأخيرة نموا اقتصاديا لا سابق له، قال البابا، وأمن الازدهار بحبوحة مادية لكثيرين بدأت انتهاكاته وآثاره تظهر في العلمنة، منوها بالحوار البناء الذي انطلق بين الكنيسة والحكومة ومسطرا أهمية عدم تهميش الإيمان والدين في مجتمع تعددي وديمقراطي. وقال البابا إن الكنيسة تخدم كل أفراد المجتمع بتسليطها الضوء على الأسس الأخلاقية والأدبية وبتنقية العقل مؤكدة انفتاحها على الحقائق الأخيرة وسيرها صوب الحكمة، وأضاف قائلا: حين تتجزأ الحقيقة تحتل النسبية مكانها.

وأشار البابا إلى أن مسيرة السلام في ايرلندا الشمالية كانت محاولة طويلة وشاقة ولكنها أتت بالثمار المرجوة بدعم شامل من المجموعة الدولية وبالتفاهم السياسي الواضح بين حكومتي ايرلندا وبريطانيا ناهيك عن استعداد الأفراد والجماعات للمصالحة والغفران. وحض الأب الأقدس حكومة السفير كي تعمم خبراتها ومواردها للوقاية وحل النزاعات وتكثيف أنواع الرعاية بهدف تطوير البلدان النامية.

ونوه الحبر الأعظم بانتباه حكومة ايرلندا إلى البيئة ووضعها على سلم أولويات سياستها الداخلية والدولية عبر تعزيز التنمية المستدامة واهتمام خاص بالتغيرات المناخية والتوعية على أخطارها وعلى أضرار أعمال الإنسان وتقنياته في البيئة كما بينت ذلك الأبحاث العلمية.

وشدد البابا على الدفاع عن الحق في الحياة قائلا أن المواضيع الأخلاقية الحيوية الكبرى كالسلام واللاعنف والعدالة واحترام الخليقة لا تمنح الإنسان كرامة بل إن كرامة الحياة البشرية الفطرية منذ اللحظة الأولى لتكوينها وحتى موتها الطبيعي يمنحها الله نفسه.

 

السفير نويل فاهي من مواليد دبلين عام 1946 ومتأهل وله ثلاثة أولاد. مجاز من جامعة دبلين في الإدارة العامة. بدأ حياته الدبلوماسية عام 1970 متدرجا في وزارة الخارجية وعين مستشارا لها ومن ثم مديرا عاما حتى 1998. عين سفيرا لبلاده لدى ألمانيا من 1998 وحتى 2002 ومن ثم سفيرا لدى الولايات المتحدة حتى هذا العام.








All the contents on this site are copyrighted ©.