2007-09-12 15:57:33

البابا في مقابلته العامة يتحدث عن زيارته الرسولية إلى النمسا


الزيارة الرسولية التي قام بها البابا بندكتوس الـ16 إلى النمسا من 7 وإلى 9 من الجاري كانت محور مقابلته العامة المعتادة اليوم الأربعاء مع وفود المؤمنين والحجاج في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان مسلطا الضوء على نقطتين: تقديس يوم الأحد الذي هو يوم للرب والحفاظ على تقاليد أوروبا المشتركة ودور المسيحية في كينونتها.

استعرض الأب الأقدس مراحل زيارته الرسولية التي اعتبرها حجا إلى معبد ماريا زل الذي احتفل بمرور 850 عام على تأسيسه على يد أحد الرهبان البندكتان عام 1157 وغدا منذئذ معبدا تعاظم شأنه حتى أصبح مزارا شهيرا يحج إليه المؤمنون من كل الأصقاع. وهناك في ماريا زل قال البابا تأملنا وجه الله في الطفل يسوع المحمول على ذراعي أمه: النظر إلى يسوع بعيني مريم يعني لقاء الله المحبة المتجسد لأجلنا والمائت على الصليب.

كما وجه الشكر إلى رئيس أساقفة فيينا وسائر الأساقفة على تحضيرهم الدقيق لزيارته وإلى الحكومة النمساوية وكل السلطات المدنية والعسكرية التي وفرت له الأمن لنجاح لقاءاته ونوه بلقائه والرئيس الفدرالي شاكرا محبته ومودته.

وقال البابا إن علاقات دبلوماسية رفيعة المستوى تربط النمسا بالكرسي الرسولي مشددا على دور النمسا المهم في خارطة السياسة الدولية. فخلال لقائه بالمسؤولين والسلك الديبلوماسي المعتمد لدى النمسا شجع البابا على متابعة مسيرة توحيد أوروبا وبنيانها على القيم المستوحاة من الإرث المسيحي المشترك الذي أقر فلاسفة بارزون بدوره المركزي في حماية الضمير المعاصر من أخطار العدمية والأصولية الراديكالية.

وأصر على أن يوم الأحد هو يوم الرب، يوم يجب الدفاع عنه كقيمة إنسانية وروحية بالنسبة لكل المسيحيين ولا يمكن أن يتحول إلى يوم نهاية أسبوع فارغ وتجاري وعالمي.

تسنى للبابا أن يزور دير الصليب المقدس بالقرب من فيينا الذي سكنه دون انقطاع الرهبان البندكتان السيسترسيان منذ 874 عاما مواظبين على العمل والصلاة ويضم مدرسة حبرية للاهوت والفلسفة وشدد على محورية الصلاة في الحياة الرهبانية معددا قيمتها كخدمة تسبيح وعبادة لله على جماله وصلاحه اللامحدود.

ومع المتطوعين من كل الأعمار والطبقات وعالمهم، تذكر البابا لقاءه بهم قائلا إن التطوع ينبع من القلب ومن تصرف شاكر للحياة، ليعمد إلى مقاسمة القريب العطايا والمواهب المكتسبة. فالعمل التطوعي ليس سد حاجات ونواقص بل حضورا مكملا وفاعلا وضروريا في المجتمع المدني.

وجدد البابا بندكتوس الـ16 شكره للرب الذي مكنه من القيام بهذه الزيارة التاريخية إلى النمسا والحج إلى معبد ماريا زل حيث شعر بحضور مغبوط لكنيسة، على غرار مريم العذراء، مدعوةٍ للنظر والتطلع دوما إلى المسيح فتظهرَه وتقدمّه إلى كل الناس، كنيسةٍ معلمة وشاهدة على "نعم" سخي للحياة بكل أبعادها، كنيسةٍ تضع تقليدها العريق في خدمة مستقبل سلام ونمو اجتماعي حقيقي للبشرية جمعاء.








All the contents on this site are copyrighted ©.