2007-09-09 15:17:49

البابا يترأس قداسا احتفاليا في كاتدرائية فيينا: يوم الأحد ضرورة باطنية للقاء الله أصلنا وهدفنا


تركزت عظة البابا بندكتوس الـ16 حول ضرورة حفظ يوم الأحد كيوم راحة للرب وسط عالم يعيش فاعلية وفراغا، وذلك أثناء القداس الإلهي الذي ترأسه صباح اليوم الأحد في كاتدرائية القديس أسطفانوس في العاصمة النمساوية وحضره عشرات الآلاف من المؤمنين والحجاج والشباب داخل وخارج الكنيسة وتحت سماء داكنة وماطرة، وفي اليوم الثالث والأخير من زيارته الرسولية للنمسا.

"إن الأحد ضرورة باطنية للمسيحيين ولكل الغرب أيضا الذي نتيجة فاعليته المبالغة جعل يوم الراحة وقتا حرا وفارغا، وبسبب استغلاله لثروات الأرض عرّض خليقة الله لأخطار عديدة" بهذه الكلمات أصر البابا على ضرورة اعتبار يوم الأحد يوم راحة ولقاء مع الرب، لانشراح الإنسان وللواقع إزاء مجتمع، كالمجتمع النمساوي وسائر المجتمعات، ينوي جعل يوم الأحد يوما إضافيا للتجارة أو للفراغ.

قال البابا إن الأحد في مجتمعاتنا الغربية تحول إلى عطلة نهاية الأسبوع إلى وقت حر.. فالوقت الحر في عجالة العالم الحديث أمر مستحسن وضروري، ولكن إن افتقد الوقت الحر إلى مركز أو محور باطني من حيث يأتيه توجيه شامل ينتهي به الأمر إلى أن يكون وقتا فارغا وضائعا غير خلاق ولا يجدد قوانا. الوقت الحر يتطلب مركزا أو محورا يلتقي فيه الإنسان مع الله أصلنا وهدفنا.

ليس الاحتفال بالإفخارستيا وصيةً لدى المسيحيين بل ضرورة باطنية: فلا تتحقق حياة ناجحة بدون الرب الإله ويوم الأحد الذي فيه نكرمه. ولهذا السبب، أضاف البابا، نحن بحاجة إلى هذا اللقاء الذي يجمعنا ويمنحنا فسحة من الحرية ويمكننا من التطلع إلى أبعد من فاعلية الحياة اليومية صوب حب الله الخالق الذي نحن منه وإليه نعود.

يوم الأحد هو العيد الأسبوعي للخلق في الكنيسة عيدُ الشكر والفرح على عمل الله الخلاق فيه نكتشف أيضا المسيح ركنَ الحياة وكرامتَها الباطنية وجمالها. وتابع البابا يقول في زمن باتت فيه الخليقة معرضة لأخطار متواترة بسبب تدخل البشري وتعديلاته، من الضروري قبول بوعي هذا البعد المهم أي يوم الأحد. فمن خلاله نشارك في راحة الله، راحةٍ تعم الناس أجمعين، تسودها الحرية والمساواة بين مخلوقات الله.

وتحدث الأب الأقدس عن جذرية رسالة تلميذ يسوع بالعودة إلى النص الإنجيلي الذي تلي أثناء القداس حيث يقول يسوع لمن يريد اتباعه: من أتى إلي ولم يرغب عن أبيه وأمه وامرأته وبنيه وإخوته وأخواته بل عن نفسه أيضا، لا يستطيع أن يكون لي تلميذا" (لوقا 14/26) وقال كان على أولئك الرسل الاثني العشر أن يتخطوا عثرة الصليب ويقبلوا رسالة عبثية في الظاهر وينطلقوا حتى أقاصي الأرض، تعوزهم ثقافة ومعرفة، ليبشروا عالما مليئا بالعجرفة والإدعاء المعرفي، وكذلك الفقراء والبسطاء، بشارة تقودهم حتى شهادة الدم..

فالرب يدعو أناسا وأفرادا، قال البابا، مثل القديس بندكتوس والأم تيريزا دي كالكوتا والقديس بيو، يتكلون عليه وحده فقط ويثقون بعنايته الإلهية لخلق واحات محبة متجردة وسط عالم يعتمد على المال والسلطة. وسطر أهمية التخلي عن الذات كسبا لها وحبا بالمسيح الذي يطلب من كل أحد الخروج على أنانيته وعالمه الصغير وإلا وقع الإنسان في دوامة حياة فارغة. وختم الأب الأقدس عظته بالقول: "إن انتمينا إلى الله القدير على كل شيء لا نخش شيئا ونحن بالتالي أحرار".








All the contents on this site are copyrighted ©.