2007-09-07 16:37:44

البابا في النمسا


تحت شعار "النظر إلى المسيح"، بدأ البابا بندكتس السادس عشر صباح اليوم الجمعة، وتحديدا عند الساعة الحادية عشرة والربع، زيارته النمسا، السابعة خارج الأراضي الإيطالية، لمناسبة الاحتفال بالذكرى 850 لإنشاء معبد ماريل زل المريمي، وكان في استقباله على أرض مطار فيينا الدولي رئيس الجمهورية هانس فيشير ورئيس أساقفة العاصمة الكردينال كريستوف شونبورن وشخصيات سياسية ومدنية إضافة إلى أساقفة النمسا.وجه البابا كلمة عبّر فيها عن سروره الكبير بزيارة النمسا للمرة الأولى منذ بداية حبريته، وقال إن هذه الفسحة الثقافية في أوروبا الوسطى تتخطى الحدود، وتوحّد قوًى من أنحاء متعددة في القارة. وثقافة هذه البلاد مطبوعة جوهريا برسالة يسوع المسيح والعمل الذي قامت به الكنيسة باسمه. وذكّر الأب الأقدس بدافع زيارته النمسا ألا وهو الاحتفال بالذكرى الـ 850 لإنشاء معبد ماريا زل، وقال إن هذا المعبد المريمي يمثل بطريقة ما قلب النمسا الوالدي، وله أيضا أهمية مميزة بالنسبة للمجريين والشعوب السلافية. فهو رمز انفتاحٍ لا يتخطى الحدود الجغرافية والوطنية فقط، ولكنه وفي شخص مريم، يقودنا أيضا إلى بُعد أساسي للإنسان، هو قدرة انفتاحه على كلمة الله وحقيقته. وأضاف البابا أن أعدادا غفيرة من الحجاج أمّت معبد ماريا زل بشكل كبير خلال السنوات الماضية. وفي مسيرة الحج هذه، يجد الشباب أيضا دربًا جديدة للتأمل ويتعرفون على بعضهم البعض ويجدون ذواتهم أيضا أمام تاريخ الإيمان الذي يختبرونه كقوة للزمن الحاضر. وقال: أودُ أن يكون حجي نحو ماريا زل كمسيرة مع حجاج زمننا الحاضر. وبهذا المعنى، سأبدأ بعد قليل في وسط فيينا الصلاة المشتركة التي، وكحج روحي، سترافق فترة إقامتي في هذه البلاد. وقال الأب الأقدس في كلمته إن معبد ماريا زل لا يمثل تاريخًا عمره 850 عاما فقط، إنما يرشد أيضا إلى الدرب نحو المستقبل، وأضاف: أودُ اليوم، ومع السلطات السياسية في هذا البلد وممثلي المنظمات الدولية، إلقاء نظرة على حاضرنا ومستقبلنا. غدًا سأتوجه إلى ماريا زل احتفالا بعيد مولد مريم العذراء، وخلال الاحتفال بالذبيحة الإلهية سنرفع الصلاة للمسيح سائلين مساعدته، كيما نتأمل به على الدوام ونتعرَّف إليه في إخوتنا ونخدمَه فيهم. وشدد البابا على أهمية الحفاظ على يوم الأحد في حياتنا اليومية، وختم كلمته في مطار فيينا الدولي بالقول: من "ينظر" إلى القريب ويصنع خيرا له ـ ينظر إلى المسيح ويخدمه.

 

وبعد المطار، توجه الأب الأقدس إلى ساحة "أَمْ هوف" في فيينا، حيث كان في استقباله أمام الكنيسة أعداد غفيرة من المؤمنين ووجه كلمة قال فيها: مع الإيمان بيسوع المسيح، ابن الله المتجسد، يرتبط منذ اللحظات الأولى تكريم خاص لوالدته، لتلك المرأة التي وفي أحشائها اتخذ الطبيعة البشرية، المرأة التي رافقت حياتَه ـ بوداعة واحترام ـ حتى موته على الصليب، وإلى محبتها الوالدية أَوكلَ في النهاية تلميذه الحبيب ومعه البشرية كلها. وفي شعورها الوالدي، تابع البابا كلمته، تستقبل مريم اليوم أيضا، وفي ظل حمايتها، أشخاصا من جميع اللغات والثقافات، لتقودهم معا نحو المسيح. وفي عائلة الله الجامعة حيث لكل شخص مكانه، عل كل واحد أن ينمي مواهبه الخاصة من أجل خير الجميع. وأضاف الأب الأقدس يقول إن ماريان زويل (عمود مرفوع عليه تمثال العذراء) الذي بناه الإمبراطور فردينان الثالث علامة شكر على تحرير فيينا من خطر كبير ودشنه شخصيا منذ 360 سنة، ينبغي أن يكون لنا اليوم أيضا علامة رجاء. فكم من الأشخاص الذين، ومذ ذاك التاريخ، توقفوا عند هذا العمود ليصلوا رافعين نظرهم نحو مريم. وكم من الأشخاص قال البابا، اختبروا في مصاعبهم الشخصية قوة شفاعتها. غير أن رجاءنا المسيحي يتخطى تحقيق رغباتنا الصغيرة والكبيرة. وإذا واصلنا تقديم همومنا اليومية إلى أم المسيح الكلية النقاوة، فسوف تساعدنا على أن نفتح آمالنا الصغيرة على الرجاء الحق الذي يعطي معنى لحياتنا ويغمرها بفرح عميقٍ أبدي. وختم البابا كلمته بصلاة رفعها إلى العذراء مريم موكلا إليها النمسا وسكانها وطالبًا إليها أن تساعدنا جميعا على اتباع مثلها وترشد حياتنا اليومية كلها نحو الله! وبعدها توجه البابا بندكتس السادس عشر إلى ساحة يودين بلاتس حيث يوجد النصب التذكاري لضحايا المحرقة، لينتقل من ثم إلى مقر السفارة البابوية في فيينا.








All the contents on this site are copyrighted ©.