2007-08-19 14:23:27

البابا بندكتس السادس عشر يحث المسيحين قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي على البقاء أمناء لله ويؤكد تضامن الكنيسة مع سكان بيرو


صلى البابا بندكتس السادس عشر ظهر اليوم الأحد صلاة التبشير الملائكي مع أعداد من المؤمنين والحجاج تحلّقوا في الباحة الداخلية للقصر الرسولي الصيفي في بلدة كاستيل غاندلوفو للإصغاء إلى الأب الأقدس الذي عاد ليعبّر مجددا عن تضامنه مع سكان بيرو للمرة الثانية خلال هذا الأسبوع وقال: إن فكرنا وصلاتنا يتجهان هذه الأيام ـ وباستمرار ـ نحو سكان بيرو، حيث وقعت هزة أرضية قوية. أسأل سلام الرب لجميع الموتى والشفاء للجرحى وأؤكد لجميع المعانين من أوضاع بؤس أن الكنيسة معكم بتضامنها الروحي والمادي. كما وأشار البابا إلى أن أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكردينال ترشيزيو برتوني الذي كانت بيرو في إطار برنامج زياراته المقبلة، سيتوجه إليها الأيام المقبلة حاملاً مساعدة ملموسة من قبل الكرسي الرسولي.

هذا وألقى الأب الأقدس كلمة قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي قال فيها: توجد عبارة ليسوع في إنجيل اليوم تلفت انتباهنا كل مرة وتتطلب فهمًا صحيحا. فعندما كان في طريقه إلى أورشليم حيث ينتظره الموت والصليب، قال المسيح لتلاميذه: "أتظنون أني جئت لأحلّ السلام في الأرض؟ أقول لكم: لا، بل الانقسام. فيكون بعد اليوم خمسة في بيت واحد منقسمين، ثلاثة منهم على اثنين واثنان على ثلاثة: سينقسم الناس فيكون الأب على ابنه والابن على أبيه، والأم على بنتها والبنت على أمها، والحماة على كنّتها والكنّة على حماتها". وأضاف البابا يقول إن من يعرف القليل عن إنجيل المسيح، يعلم إنها رسالة سلام بامتياز؛ فيسوع نفسه، وكما كتب القديس بولس"هو سلامنا"، مات وقام ليهدم حاجز العداوة ويدشن ملكوت الله، الذي هو ملكوت المحبة والفرح والسلام. ولكن، تابع الأب الأقدس يقول، كيف تُفسّر هذه الكلمات وإلى ماذا أشار الرب حينما قال ـ وبحسب إنجيل لوقا ـ أنه جاء ليحمل "الانقسام"، وبحسب القديس متى ـ "السيف"؟ إن عبارة المسيح، قال البابا تعني أن السلام الذي جاء ليحمله ليس مرادفًا ببساطة لغياب النزاعات. بل بالعكس، إن سلام يسوع هو ثمرة كفاح متواصل ضد الشر. والمواجهة ليست ضد بشر أو قدرات بشرية بل ضد عدو الله والإنسان أي الشيطان. فمن يريد مقاومة هذا العدو والبقاء أمينا لله والخير عليه أن يواجه بالضرورة اللافهم وفي بعض المرات اضطهادات حقيقية. ولذا، أضاف الأب الأقدس، على الراغبين باتباع يسوع والإلتزام بدون تسويات من أجل الحقيقة أن يدركوا جيدا بأنهم سيواجهون عقبات، وسيصبحون رغمًا عنهم، علامة انقسام بين الأشخاص، وحتى داخل عائلاتهم نفسها. فمحبة الأهل وصية مقدسة وكيما تُعاش بطريقة حقيقية، لا يمكن أن تتقدّم أبدا على محبة الله والمسيح. وبهذا الشكل، وعلى خطى الرب يسوع، يصبح المسيحيون "أدوات سلامه" بحسب التعبير الشهير للقديس فرنسيس الأسيزي. ليس سلاما ظاهريا بل حقيقيا يُسعى إليه بشجاعة ومثابرة والتزام يومي بقهر الشر بالخير. وختم البابا كلمته قبل تلاوة صلاة التشير الملائكي طالبًا شفاعة العذراء مريم، سلطانة السلام كيما تساعدنا لنكون على الدوام شهود سلام المسيح، بدون أية تسويات مع الشر. هذا ووجه البابا بندكتس السادس عشر تحية للمشاركين في لقاء ريميني بإيطاليا "للصداقة بين الشعوب"، سائلا الله أن يشكل اللقاء للجميع مناسبة ملائمة للتأمل والتفكير ولتحقيق دعوة الإنسان الأكثر عمقا وهي أن يكون باحثًا عن الحقيقة وبالتالي باحثًا عن الله.








All the contents on this site are copyrighted ©.