2007-08-12 15:16:37

إنجيل الأحد: محطة روحية حول كلمة الحياة


قال يسوع: "لا تخف أيها القطيع الصغير، فقد شاء أبوكم أن ينعم عليكم بالملكوت. بيعوا أموالكم وتصدقوا بها واجعلوا لكم أكياسا لا تبلى، وكنزا لا ينفد، حيث لا سارق يدنو ولا سوس يفسد. فحيث يكون كنزكم يكون قلبكم". وقال: "لتكن أوساطكم مشدودة، ولتكن سُرُجُكم موقدة، وكونوا مثل رجال ينتظرون رجوع سيدهم من العرس، حتى إذا جاء وقرع الباب يفتحون له من وقتهم. طوبى لأولئك العبيد الذين إذا جاء سيدهم وجدهم ساهرين. الحق أقول لكم إنه يتهيأ للعمل ويجلسهم للطعام، ويدور عليهم يخدمهم. وإذا جاء في الهزيع الثاني أو الثالث، ووجدهم على هذه الحال فطوبى لهم. وأنتم تعلمون أنه لو عرف ربّ البيت في أية ساعة يأتي السارق، لم يدع بيته ينقب. فكونوا أنتم أيضا مستعدين، ففي الساعة التي لا تتوقعونها يأتي ابن الإنسان". فقال بطرس: "يا رب، ألنا تضرب هذا المثل أم للناس جميعا؟" فقال الرب: "من تراه الوكيل الأمين العاقل الذي يقيمه سيده على خدمه ليعطيهم وجبتهم ممن الطعام في وقتها؟ طوبى لذلك العبد الذي إذا جاء سيده وجده منصرفا إلى عمله هذا. الحق أقول لكم إنه يقيمه على جميع أمواله. ولكن إذا قال ذلك العبد في قلبه: إن سيدي يبطئ في مجيئه، وأخذ يضرب الخدم والخادمات، ويأكل ويشرب ويسكر، فيأتي سيد ذلك العبد في يوم لا يتوقعه وساعة لا يعلمها، فيفصله ويجزيه جزاء الكافرين. فذاك العبد الذي علم مشيئة سيده وما أعدّ شيئا، وما عمل بمشيئة سيده، يُضرب ضربا كثيرا. وأما الذي لم يعلمها، وعمل ما يستوجب به الضرب، فيُضرب ضربا قليلا. ومن أعطي كثيرا يطلب منه الكثير، ومن أودع كثيرا يطالب بأكثر منه". (لوقا 12/32-48)

 

قراءة من القديس أثناسيوس الإسكندري (+373)

على الطريق القويم

 

إن الخبث والخطيئة هما علة الابتعاد عن الحقائق السامية. فإذا امتطى فارس صهوة جواده وانطلق مسرعا في طريق معيّن، ثم أهمل الهدف الذي يبغي الوصول إليه، وذلك بانحرافه عن خط السير، دافعا بجواده على قدر ما يستطيع، وهو يستطيع ذلك على قدر ما يريد، فيندفع تارة نحو المارة وطورا نحو الحواجز، مستسلما فقط لاندفاع جواده السريع، ظنا منه أنه سيصل بذلك إلى هدفه، فهو ولا شك يعدو نحو حتفه. وهكذا النفس إذا ابتعدت عن الطريق الذي يقودها إلى الله باستسلامها لنزوات الجسد البعيدة عن خط  سير الخير والحق، فإنها تندفع وراء جماح أعضاء جسمها. فتخطئ وتسبب الأضرار لذاتها. وعندئذ تَضِلُّ وتتوه بعيدة عن الطريق، بعيدة عن الهدف الذي سعى إليه بولس الرسول الرجل الذي امتلك المسيح امتلاكا تاما وهو القائل: "أسعى إلى الغاية، إلى الجائزة التي يدعونا الله إليها لننالها من عَلُ في المسيح يسوع" (فيليبي 3/14). فإذا وضع بولس الرسول الخير هدفا له، لم يَمِلْ لبدا نحو الشر، لأن الشر لا ينتج من الخير، والخير لا يمكنه أن يكون شرا، والخير لن يكون خيرا إذا كانت طبيعته مشترِكة مع الشر أو إذا كان علّةً له.

 

 








All the contents on this site are copyrighted ©.