2007-08-06 15:52:28

محطة روحية في عيد التجلي الإلهي


ومضى يسوع ببطرس وويوحنا ويعقوب وصعد الجبل ليصلي. وبينما هو يصلي، تبدل منظر وجهه، وصارت ثيابه بيضا تتلألأ كالبرق. وإذا رجلان يكلمانه، وهما موسى وإيليا، قد تراءيا في المجد، وأخذا يتكلمان على رحيله الذي سيتم في أورشليم. وكان بطرس واللذان معه قد أثقلهم النعاس. ولكنهم استيقظوا فعاينوا مجده والرجلين القائمين معه، حتى إذا همّا بالإنصراف عنه قال بطرس ليسوع: "يا معلم، حسن أن نكون ههنا. فلو نصبنا ثلاث خيم، واحدة لك وواحدة لموسى وواحدة لإيليا!" ولم يكن يدري ما يقول. وبينما هو يتكلم، ظهر غمام ظللهم، فلما دخلوا في الغمام خاف التلاميذ. وانطلق صوت من الغمام يقول: "هذا هو ابني الذي اخترته، فله اسمعوا". وما إن دوى الصوت حتى بقي يسوع وحده، فالتزموا الصمت ولم يخبروا أحدا في تلك الأيام بشيء مما رأوا. (لوقا 9/28-36)

 

قراءة من القديس يعقوب السروجي (+521)

الأنبياء والرسل

 

اقترب الإنجيل من التوراة فشال عنها بالحمل، ليملأ الأرض غنىً، وقد فرغتْ! إلى هنا أوصل الأنبياء الكنزَ العظيم واستراحوا ، ليخرج الآن إلى العالم على أيدي الرسل. الأنبياء يمدحون الابن بعمق تواضعه، يسبحونه ذاهلين لعِظم تنازله، يسجدون له لأنه أتى وكمّل رؤاهم وفسّر جميع أسرارهم ونبوءاتهم! كان إيليا وموسى على الجبل يخاطبان مخلصنا بهذه الأمور: بك يا رب يليق أن تتم النبوءات، وتُنهي إليك جميع الأسرار! بهيٌّ موتك، لأنك جعلته للخلاص، وشهيٌ قتلك، لأنك به قتلت خطيئة آدم! جميل درب آلامك سِرتَ فيه، لتحمل بآلامك جميع آلام آدم!  (نشيد تجلي ربنا)

 

ابتهال

 

صعد ربنا إلى جبل عال وأخذ معه بطرس ويعقوب ويوحنا وأظهر لهم مجده فكانت ثيابه كالثلج، وذاقوا سعادة السماء. تعالوا يا بني البشر وانظروا السيدَ على رأس الجبل واسمعوا الآب يقول لكم: هو ابني حبيبي فله اسمعوا! تعالوا أيها الأنبياء وانظروا إلى إيليا الذي يرمز إليكم: النبوءة قد اكتملت بالمسيح وزالت بعده.

افرحي أيتها البيعة في أقطار الأرض، وبشّري بأن الرب قد تجلى وقد رأينا مجده، وليكنْ تجلي الرب في رأس الجبل ينبوعَ مراحم وبركات على البشر. المجد للآب الذي قال لنا: هذا هو ابني الذي اخترته، والسجود للابن الذي ارتضى بأن يتجسد ويظهر لنا مجده، والشكر للروح القدس الذي به نحيا: ثالوثٌ واحدٌ، قوةٌ واحدةٌ، له المجد إلى الأبد. آمين.








All the contents on this site are copyrighted ©.