2007-08-05 14:48:08

إنجيل الأحد: محطة روحية حول كلمة الحياة


 

فقال ليسوع رجل من الجمع: "يا معلم، مرْ أخي بأن يقاسمني الميراث". فقال له: "يا رجل، من أقامني عليكم قاضيا أو قسّاما؟" ثم قال لهم: "تبصّروا واحذروا كل طمع، لأن حياة المرء، وإن اغتنى، لا تأتيه من أمواله". ثم ضرب لهم مثلا قال: "رجل غني أخصبت أرضه، فقال في نفسه: ماذا أعمل؟ فليس عندي موضع أخزن فيه غلالي. ثم قال: أعمل هذا: أهدمُ أهرائي وأبني أكبر منها، فأخزن فيها جميع قمحي وأرزاقي. وأقول لنفسي: يا نفسِ، لك أرزاق وافرة تكفيكِ مؤونة سنين كثيرة، فاستريحي وكلي واشربي وتنعّمي. فقال له الله: يا غبي، في هذه الليلة تُسترد نفسك منك، فلمن يكون ما أعددته؟ فهكذا يكون مصير من يكنز لنفسه ولا يغتني عند الله". (لوقا 12/13-21)

 

قراءة من القديس غريغوريوس النيصي (+395)

 

بدأ السيد المسيح كلامه: "طوبى لفقراء الروح، فإن لهم ملكوت السموات" فماذا يمكننا أن نستخلص من السخاء الإلهي، إن لم نعرف معنى هذه الكلمات؟ هناك داخل الصيدلية كثير من الأدوية الثمينة والنادرة قد تكون بلا فائدة وغير فعالة للجهلاء حتى يرشدنا العلم إلى كيفية استعمالها. ماذا يعني فقر الروح الذي يجعلنا نمتلك ملكوت السموات؟ تعرف الكتابات نوعين من الغنى: واحد ممدوح والثاني مكروه. الغنى بالفضيلة ممدوح أما الغنى المادي والأرضي فهو مرذول، أحدهما اقتناء للروح والآخر تجربة سهلة لحواسنا. لهذا السبب يمنعنا الرب يسوع من اقتناء وتخزين الخيرات الأرضية لأنها معرضة للفساد ونهب السارقين. فهو يطلب منا البحث عن الغنى الذي لا يتفكك ولا يفسد، العث والسارقون هم أعداء النفس. إذا قارنّا الفقر مع الغنى نجد نوعين منه: واحد منبوذ والآخر مغبوط. فمن هو فقير بالاعتدال ينقصه خير العدل، الحكمة، الذكاء أو خيرات أخرى. إنه كالمتسول: فهو تعيس، بسبب فقره، ويشفق عليه الناس لأن الخيرات الأكثر ثمنا تنقصه. الفقير المتحرر من كل ما يؤلف الشر، هو الذي لا يخفي أيا من شرور الشياطين في سر كنزه، لأن روحه تضطرم حرارة وينمو فيه فقر يحوي كل ما هو خال من الشر، وهذا ما يسميه كلمة الله مغبوطا لفقره ويرث ملكوت السموات. (الطوباويات التسع، في الطوباوية الأولى)

  








All the contents on this site are copyrighted ©.