2007-07-29 14:52:25

إنجيل الأحد: محطة روحية حول كلمة الحياة


وكان يسوع يصلي في بعض الأماكن، فلما فرغ قال له أحد تلاميذه: "يا رب، علمنا أن نصلي كما علم يوحنا تلاميذه". فقال لهم: "إذا صليتم فقولوا: أيها الآب ليُقدَّسِ اسمك ليأتِ ملكوتك. أرزقنا خبزنا كفاف يومنا وأعفنا من خطايانا فإننا نُعفي نحن أيضا كل مَنْ لنا عليه ولا تعرّضنا للتجربة". وقال لهم: "من منكم يكون له صديق فيمضي إليه عند نصف الليل، ويقول له: يا أخي، أقرضني ثلاثة أرغفة، فقد قدم عليَّ صديق من سفر، وليس عندي ما أقدم له، فيجيب ذاك من الداخل: لا تزعجني، فالباب مقفل وأولادي معي في الفراش، فلا يمكنني أن أقوم فأعطيك. اقول لكم: وإن لم يقم ويعطه لكونه صديقه، فإنه ينهض للجاجته، ويعطيه كل ما يحتاج إليه. "وإني اقول لكم: اسألوا تعطوا، اطلبوا تجدوا، اقرعوا يفتح لكم. لأن كل من يسأل ينال، ومن يطلب يجد، ومن يقرع يفتح له. فأي أب منكم إذا سأله ابنه سمكة أعطاه بدل السمكة حية؟ أو سأله بيضة أعطاه عقربا؟ فإذا كنتم أنتم الأشرارَ تعرفون أن تعطوا العطايا الصالحة لأبنائكم، فما أولى أباكم السماوي بأن يهبَ الروحَ القدس للذين يسألونه". (لوقا 11/1-13)

 

قراءة من القديس يعقوب السروجي (+521)

 

أنشأ ربنا هذه الصلاة لوماً للأغنياء والفقراء، إذا جشعوا وتطلّبوا المزيد. فإذا تطلّب الفقير شيئا آخر، غيرَ الخبز، سيعنّفه الوهّاب! والغنيّ أيضا، حين يصلي: أعطنا الخبز! سيكون ملوما، لأن لديه خبزا فائضا، وهو عارف بأن الفائض لديه، ليس له، بل للجائعين الذين في الخارج. ما أجمل الصلاةَ التي علمنا ابن الله، طوبى لمن طبعها في نفسه، وتطهّر بها! جميع محاسن البِرّ والكمال فيها لمن يتعلم أن يصليها! جميع الطِلْبات الحسنة الكريمة بها تُستجاب لمن يسأل الله. جميع الهبات الغنية توهَب للمساكين من كنز الله! علّم ربنا المذنبين أن يصلوا إليه: اغفر لنا ذنوبنا! لئلا يغفر لهم، ولم يطلبوا! إنه يريد أن يغفر، ويريد أن يطلبوا منه الرحمة، لكي تجمُل بالطِلْبة الموهبة! يتطلّب منهم حكمة، عندما يصلون، لئلا يكون في الرحمة حماقة! لقد جعل صكّك أمام عدله، فلا أحد يأخذه من يده بلا ابتهال! فلأنه لا يريد أن يَحزُن عدلَه، حين يغفر لك، علّمك أن تسأل الغفران، حين تصلي، لأن عدله، فور سماعه أنك تسأله، يضطرم بالحبّ ويسكب المراحم على المذنبين!








All the contents on this site are copyrighted ©.