2007-06-29 15:32:31

البابا يستقبل وفد بطريركية القسطنطينية المسكوني: الوحدة عطية من عند الله نطلبها ونقبلها بتواضع وأناة مدركين التضحيات التي تتطلبها المسيرة نحو الوحدة


بعد صلاة التبشير الملائكي استقبل بندكتس السادس عشر في القصر الرسولي وفد بطريركية القسطنطينية المسكوني. وبالمناسبة وجه كلمة قال فيها: بفرح كبير وتقدير صادق أرحب بكم بكلمات القديس بولس إلى أهل أفسس:"السلام والمحبة والإيمان للأخوة من لدن الله الأب ومن لدن الرب يسوع المسيح". إنها تحية سلام ومحبة وإيمان. أهلا بكم أيها الأخوة الأعزاء في عيد شفيعي هذه المدينة القديسين بطرس وبولس اللذين باستشهادهما قدّما شهادة للإيمان بيسوع المخلص ومحبة الله الآب. وبحضوركم هنا اليوم والمعنى الذي يكتسبه هذا الحضور يمسي إيماننا أكثر تعبيرا عن رغبتنا في تمجيد الله الذي يملأ قلوبنا بنعمته. 

 

مضى البابا إلى القول: لا تزال حية في قلبي ذكرى الترحيب الحار الذي لمسته في الفنار لمناسبة عيد القديس أندراوس خلال زيارتي الرسولية إلى تركيا في نوفمبر الفائت وخصوصا اللقاء مع البطريرك برتلماوس الأول ومع أعضاء السينودس المقدس والمؤمنين. إن قبلة السلام خلال الاحتفال الليتورجي تبقى خاتما والتزاما لحياتنا كرعاة للكنيسة اقتناعا منا بأن المحبة المتبادلة شرط أساسي لبلوغ الوحدة التامة في الإيمان والحياة الكنسية التي نسير نحوها بثقة تامة. وإن مبادراتنا المشتركة ترمي إلى تقوية مشاعر المحبة بين كنائسنا والمؤمنين الأفراد بهدف تخطي الأحكام المسبقة وسوء التفاهم، وليد قرون من الانفصال، كي نواجه معا وبروح أخوي الصعاب التي تحول دون تحقيق الوحدة التامة.

 

وفي هذا الصدد أضاف البابا يقول تحتل الصلاة دورا أساسيا لأن الرب وحده قادر على توجيه خطانا سيما وأن الوحدة عطية من عند الله نطلبها ونقبلها بتواضع وأناة مدركين التضحيات التي تتطلبها المسيرة نحو الوحدة. وإن استحالة الاحتفال معا بسر الإفخارستيا يعني غياب الشركة التامة. إنه وضع نريد تخطيه بعزم وصدق. مع ذلك إني سعيد لمواصلة الحوار اللاهوتي بحماس وروح متجدد. وفي الخريف المقبل ستلتقي اللجنة الدولية المختلطة لمواصلة النقاش حول مسألة هامة أي النتائج الكنسية والقانونية لبنية أسرار الكنيسة وخصوصا الشركة وسلطة الكنيسة. وإننا نرافق الأعمال بالصلاة. فلينر الله عقول وقلوب الأعضاء الكاثوليك والأرثوذكس كي يجدوا استنادا إلى الكتاب المقدس وتقاليد الكنيسة مقترحات قادرة على تحقيق خطوات هامة نحو الوحدة التامة.

 

إن البحث عن الوحدة التامة قال البابا لا يقتصر على العلاقات الأخوية بين الرعاة وعلى عمل اللجنة المختلطة للحوار اللاهوتي إذ إن الخبرة التاريخية والوضع الراهن يؤكدان ضرورة إشراك جميع أعضاء الكنيسة بما فيها الكليات اللاهوتية ومراكز البحوث والتربية بالإضافة إلى العلاقات الشخصية والثقافية بين الشباب والطلبة. وختم البابا كلمته إلى وفد بطريركية القسطنطينية المسكوني بالقول إن حضوركم بيننا في عيد القديسين بطرس وبولس يشهد على الرغبة المشتركة في البحث عن الوحدة التامة. وإن زيارتكم هذه السنة تتزامن مع مبادرة بالغة الأهمية بالنسبة للكنيسة الكاثوليكية أي السنة البولسية في الذكرى الألفين لولادة القديس بولس. وإني على ثقة بأن هذه المناسبة ستشكل فرصة لإقامة مبادرات صلاة مشتركة ولقاءات دراسية وفترات تآخ بين الكاثوليك والأرثوذكس. الأمل أن نقوي معا جهودنا في المسيرة المسكونية نحو الوحدة التامة.








All the contents on this site are copyrighted ©.