2007-06-11 15:52:31

إنجيل الأحد: محطة روحية حول كلمة الحياة


فخاصم اليهود بعضهم بعضا وقالوا: "كيف يستطيع هذا أن يعطينا جسده لنأكله؟" فقال لهم يسوع: "الحق الحق أقول لكم: إذا لم تأكلوا جسد ابن الإنسان وتشربوا دمه فلن تكون فيكم الحياة. من أكل جسدي وشرب دمي، فله الحياة الأبدية وأنا أقيمه في اليوم الأخير. لأن جسدي طعام حق ودمي شراب حق. من أكل جسدي وشرب دمي ثبتَ فيَّ وثبتُّ فيه. وكما أن الآب الحيّ أرسلني وأني أحيا بالآب فكذلك الذي يأكلني سيحيا بي. هوذا الخبز الذي نزل من السماء غيرُ الذي أكله آباؤكم ثم ماتوا. من يأكل هذا الخبز يحي للأبد". (يوحنا 6/52-58)

 

قراءة من القديس أغسطينوس (+430)

 

أعطانا الرب جسده طعاما للحياة الأبدية وشرح الطريقة التي بها يشركنا في هذه النعمة ويعطينا جسده طعاما: "من أكل جسدي وشرب دمي تبتَ فيَّ وثبتُّ فيه". هذا هو مفعول هذا الطعام وهذا الشراب: يمكثُ ويُمكَثُ فيه، يسكنُ ويُسكَنُ فيه، يُتَّحَدُ بالإنسان بصورة دائمة. تلك هي الأمثولة والمشورة التي يعطينا في هذه الرموز: أن نكون في جسده تحت رأس واحد وأن نؤلّف أعضاءه متغذّين بجسده ومحافظين على وحدته. ولكن كثيرين ممن كانوا هناك لم يفهموا واغتاظوا، لم يفهموا هذا الكلام إلا بمعنى جسدي لأنهم جسديون. وما أصدق ما قال الرسول بولس: "الجسد له طعم الموت"! الربّ يعطينا جسده طعاما؛ وللجسد طعم الموت؛ غير أنه يتكلم على جسده حيث الحياة الأبدية. فلا يجب إذا أن نحتفظ بطعم الجسد كما فعل الرسل هنا. (من الرسالة 27 عن يوحنا الإنجيلي)








All the contents on this site are copyrighted ©.