2007-06-07 16:24:17

عيد جسد الرب: وقفة روحية حول كلمة الحياة


واستقبلهم يسوع وكلّمهم على ملكوت الله وأبرأ الذين يحتاجون إلى الشفاء. وأخذ النهار يميل، فدنا إليه الإثنا عشر وقالوا له: "اصرِفِ الجمع ليذهبوا إلى القرى والمزارع المجاورة فيبيتوا فيها ويجدوا لهم طعاما، لأننا هنا في مكان قفر". فقال لهم: "أعطوهم أنتم ما يأكلون". فقالوا: "لا يزيد ما عندنا على خمسة أرغفة وسمكتين، إلا إذا مضينا نحن فاشترينا لجميع هذا الشعب طعاما". وكانوا نحو خمسةِ آلاف رجل. فقال لتلاميذه: "أقعدوهم فئة فئة، في كل واحدة منها نحو الخمسين". ففعلوا فأقعدوهم جميعا. فأخذ الأرغفة والسمكتين ورفع عينيه نحو السماء ثم باركها وكسرها وجعل يناولها تلاميذه ليقدموها للجمع. فأكلوا كلهم حتى شبعوا، ورُفع ما فضل عنهم: اثنا عشرة قفّة من الكِسر. (لوقا 9/11-17)

 

قراءة من القديس يوحنا فم الذهب (+407)

جسد واحد

 

فلنتعلّمْ لماذا مُنحتِ الأسرارُ القربانية وما هي فائدتُها وأيةُ مُعجزة تجترحها، يقول الرسول بولس: "نحن جسدٌ واحد، أعضاءُ لحمه وعظامه". يريد يسوع أن نصير جسدَه لا بالمحبة وحسبْ بل بالحقيقة، باختلاطنا بلحمه عينِه. هذا هو مفعولُ الطعام الذي يمنحنا إياه دليلا على حبه لنا. يمتزج بنا ويندمج فينا لنصير معه كيانا واحدا على مثال اتحاد الجسم بالرأس. وهذا شأنُ مَنْ أخلص الحب. لهذا بعد أن ننصرف عن هذه المائدة المقدسة فلتكنْ لنا شجاعةُ الأسود ولا يروِّعُنا هولُ الشيطان ولينشغلْ فكرُنا في المسيح رأسِنا وفي ما أبداه لنا من حب. لننتبهْ لذواتِنا في غمرة تلك النِعم لئلا يخطرَ على بالنا التلفّظُ بكلام شائن أو يتسلّطَ علينا الغضبُ أو أيةُ تجربة أخرى، ولنحترمْ روحَ القدسَ الذي مُنحناه والعطايا التي حُسبنا جديرين بها.








All the contents on this site are copyrighted ©.