2007-06-06 16:04:32

البابا في مقابلته العامة يوجه نداء إلى قادة مجموعة الثماني لمضاعفة مساعدتهم للدول الأكثر فقرا


وجه اليوم الأربعاء البابا بندكتوس الـ16 نداء جديدا ملحا إلى قادة الدول الثماني الأكثر تصنيعا في العالم المنعقدة قمتُهم في هايليغندام بألمانيا كي "يفوا بوعودهم تجاه الشعوب الأكثر فقرا وخصوصا بلدان القارة الأفريقية ويضاعفوا مساعدتهم المادية لها" في إشارة إلى تعهد قمة غلين إيغلز الفائتة بصرف خمسين مليار دولار سنويا لمساعدة البلدان النامية خلال الفترة الممتدة بين 2005 و2010 وتخصيص نصف تلك المساعدات لتمويل مشاريع تنموية في القارة الأفريقية. ولفت الانتباه صوب الهدف الثاني والتحدي الأكبر في الألفية الثالثة وهو "تحقيق تعميم التعليم الابتدائي وكفالة تمكّن الأطفال في كل مكان من إتمام مرحلة التعليم الابتدائي بنهاية العام 2015" مؤكدا أنه "جزء لا يتجزأ من لائحة أهداف الألفية الإنمائية المنوي تحقيقها وضمانةٌ لباقي الأهداف المنجَزة ونقطةُ انطلاق لعمليات النمو المستدامة".ثم نوه البابا بدور الكنيسة الكاثوليكية البارز في الحقل التربوي وحضورها في البلدان الأكثر فقرا حيث تعجز غالبا المؤسسات الحكومية من الوصول إليها كما أشاد بدور الكنائس الأخرى والجماعات الدينية ومنظمات المجتمع المدني في الالتزام التربوي عينه وحثّ الحكومات والمنظمات الدولية إزاء هذا الواقع وعملا بمبدأ الإعانة "على الاعتراف بالمؤسسات التربوية الخاصة وتقدير دورها ودعمها ومدّها بمساعدات مادية ملائمة".

وبالعودة إلى مقابلة الأربعاء العامة في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان التي حضرها اليوم أكثر من ثلاثين ألفا من المؤمنين والحجاج تحدث الأب الأقدس عن شخصية القديس قبريانوس أحد آباء الكنيسة الأولى الذي عرف بحجته القوية في الدفاع عن وحدة الكنيسة المبنية على أساس بطرس وهو المولود في قرطاجة (تونس اليوم) من أبوين وثنيين ميسورين في القرن الثالث الميلادي. وقد اهتدى إلى المسيحية في الخامسة والثلاثين من عمره وتدرج في حياته الكنسية حتى دعي ليكون كاهنا وفيما بعد أسقفا على قرطاجة حيث واجه صعوبات جمة تمثلت في اضطهادي داسيوس وفاليريانوس للكنيسة وفي معالجة موضوع عودة التائبين الذي تنكروا لدينهم وإيمانهم المسيحي خوفا من الاضطهاد إلى أحضان الجماعة الكنسية ولقد وجد قبريانوس، الذي يُعتبر أولَ أسقفٍ شهيدٍ في تاريخ الكنيسة الأفريقية، الحلَ السديد في منحهم الغفران بعد إخضاعهم لأفعال توبة مثالية. أما مؤلفاته العديدة ورسائله الغزيرة التي ارتبطت ارتباطا وثيقا بعمله الراعوي، تابع البابا يقول، فقد برز فيها حبه وتعلقه بوحدة الكنيسة التي حض المؤمنين على الاتحاد برأسها يسوع المسيح وخليفة بطرس الرسول وهو الذي كتب: "لا خلاص خارج الكنيسة ولا إلهاً أباً عند مَنْ لا يقرّ بأن الكنيسة أمٌ" ولا تجد هذه الوحدة أساسا لها إلا على الرسول بطرس والتحقيقِ الكامل في الإخارستيا". وسلط الأب الأقدس الضوء على جمال تعليم قبريانوس عن الصلاة قائلا إن صلاة الأبانا "أعطاها يسوع بصيغة الجمع كيلا يصليَ كلُ أحد لنفسه فقط، فصلاتنا عمومية وجماعية تطول الشعب كله ومعه نصير كلُنا واحدا بيسوع المسيح" ولأن "الصلاة عمل قلب الإنسان حيث يقيم الله". وختم يقول إن قبريانوس أسّس لذلك "التقليد اللاهوتي الروحي الذي يرى في القلب مقام الصلاة" التي نحتاجها اليوم أكثر من أي وقت مضى. وفي نهاية تعليمه الأسبوعي لليوم الأربعاء حيا البابا بندكتوس الـ16 المؤمنين والحجاج بلغات مختلفة ثم منحهم بركته الرسولية.








All the contents on this site are copyrighted ©.