2007-06-03 12:53:28

البابا يعلن قداسة 4 طوباويين: مجد الله ينعكس في حياة القديسين


على الرغم من هطول الأمطار الغزيرة تهافت المؤمنون من مختلف أنحاء العالم إلى ساحة القديس بطرس بالفاتيكان لمناسبة إعلان البابا بندكتس السادس عشر قداسة 4 طوباويين هم الكاهن المالطي جورجيو بريكا والكاهن البولندي سيموني دا ليبنيكا والكاهن الهولندي كارلو دي سانت أندريا والراهبة الفرنسية ماريا أوجينيا ليسوع. في عظته خلال القداس الإلهي أشار البابا إلى أن الكنيسة اليوم تحتفل اليوم بعيد الثالوث الأقدس وقال تتجه أنظارنا بعد الفترة الفصحية وبعد أن عشنا حدث العنصرة من جديد الذي يجدد عماد الكنيسة بالروح القدس إلى السماوات المفتوحة إن صح التعبير كي ندخل بأعين الإيمان في سر الله الذي لا يسبر غوره: الآب والابن والروح القدس. وفي ما نغوص في هذا السر العظيم نتألق بمجد الله الذي ينعكس في حياة القديسين وخصوصا أولئك الذين رفعوا اليوم قديسين على مجد المذابح: جورجيو بريكا، سيموني دا ليبنيكا، كارلو دي سانت أندريا وماريا أوجينيا ليسوع. في القراءة الأولى من سفر الأمثال تظهر الحكمة "ألعب في مسكونة أرضه ونعيمي مع بني البشر". الحكمة تبيت وسط البشر إذ ترى فيهم صورة الخالق ومثاله. إن هذه العلاقة المميزة للحكمة مع البشر تحمل على التفكير بمقولة أخرى في سفر الحكمة "فإنها بخار قوة الله وصدور مجد القدير الخالص فلذلك لا يشوبها شيء نجس. وهي واحدة وتجدد كل شيء وهي ثابتة في ذاتها". إن هذا التعبير الأخير يحمل على التفكير بمظاهر القداسة لدى شعب الله خلال القرون. حكمة الله تظهر في الكون وفي تنوعية عناصره وجمالها لكن أعمالها الرائعة هم القديسون. في رسالة الرسول بولس إلى أهل رومية نجد صورة مماثلة: محبة الله التي أفيضت في قلوب القديسين أي المعمدين "والرجاء لا يُخزي لأن محبة الله قد أفيضت في قلوبنا بالروح القدس الذي أعطي لنا". مضى قداسة البابا إلى القول إن الإنجيل يؤكد أن الله الآب يواصل إظهار تدبيره المفعم بالمحبة بواسطة القديسين. وهنا أيضا يحصل ما لاحظناه في ما يتعلق بالحكمة: روح الحقيقة يعلن تدبير الله في تنوعية عناصر الكون ويفعل هذا من خلال البشر وخصوصا القديسين منهم. يسوع هو الحكمة المتجسدة. إنه الكلمة الخالق الذي يجد فرحه وسط بني البشر. إن كل قديس يشارك في غنى المسيح ليصبح شاهدا لقداسة الرب. أحد أصدقاء يسوع وشاهد لقداسة الرب هو جورجيو بريكا الذي كرس حياته للكرازة بالإنجيل. استقى من مثال يسوع معنى حياته فراح يخدم ويعلم ويكرز. وكان يشكر الرب باستمرار ويطلب غفرانه. فليساعد هذا القديس الكنيسة كي تكون دائما حاضرة في العالم وفي مالطا وصدى أمينا لصوت المسيح الكلمة المتجسد. القديس الجديد سيموني دا ليبنيكا ابن الأمة البولندية العظيمة والشاهد للمسيح ولروح القديس فرنسيس الأسيزي. ها هو اليوم يعود إلينا بنموذج حياة جديد يحييه روح الإنجيل ليكرس حياته للأخوة والأخوات. لم يتردد في خدمة المصابين بداء الطاعون إلى حد أن انتقلت إليه العدوى لينتقل إلى بيت الآب. نوكل إلى شفاعة هذا القديس جميع المتألمين من جراء الفقر والأمراض والظلم. وما القول عن القديس الجديد كارلو دي سانت أندريا مثال التآخي والمحبة بين البشر. القديسة الجديدة الراهبة الفرنسية ماريا أوجينيا ليسوع  تذكرنا بأهمية الإفخارستيا في حياة المسيحيين والنمو الروحي. في الواقع وكما أكدت هذه القديسة كانت مناولتها الأولى لحظة رائعة في حياتها وكان المسيح يعمل فيها ويقود خطاها في حياتها الروحية. أيها الأخوة والأخوات قال البابا فلنرفع الشكر لله القدير على هباته الغزيرة وعلى نعمة هؤلاء القديسين ليتمجد اسمه. لنصل كي نتمكن من السير على خطاهم رافعين المجد للثالوث الأقدس. ولتنل لنا مريم العذراء الكلية القداسة وسلطانة القديسين شفاعة القديسين الجدد.

هذا ثم وجه البابا تحيات إلى الوفود الحاضرة بلغات عديدة. بعدها وقبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي وجه البابا تحية حارة إلى المؤمنين الإيطاليين الحاضرين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان وخصوصا الرابطة الوطنية للصحة العسكرية وشعارها "فلتستسلم الأسلحة للرحمة!" قال البابا: فليتحقق هذا الشعار في العالم كله. وإني أوجه فكري أخيرا إلى الكنيسة في بولونيا التي تحتفل بالذكرى السبعمائة والخمسين لإلغاء العبودية من قبل مجلس شيوخ المدينة. فلتجدد هذه المبادرة مزيدا من الالتزام لتخطي أشكال العبودية الجديدة التي لا تزال تثقل كاهل الإنسانية. بعدها تلا البابا مع المؤمنين صلاة التبشير الملائكي ومنح الجميع بركته الرسولية.   

 








All the contents on this site are copyrighted ©.