محطة روحية في عيد العنصرة عيد حلول الروح القدس على الرسل

قال يسوع لتلاميذه: "إذا سألتموني شيئا باسمي أعمله. إذا كنتم تحبوني حفظتم وصاياي. وأنا أسأل الآب فيهبُ لكم مؤيدا آخر يكون معكم للأبد. إذا أحبني أحد حفظ كلامي فأحبه أبي ونأتي إليه فنجعل عنده مُقاما. ومن لايحبني لا يحفظ كلامي. والكلمة التي تسمعونها ليست كلمتي بل كلمة الآب الذي أرسلني. قلت لكم هذه الأشياء وأنا مقيم عندكم ولكن المؤيّد، الروحَ القدس الذي يرسله الآب باسمي، هو يعلمكم جميع الأشياء ويذكّركم جميع ما قلته لكم". (يوحنا 14/14-16. 23-26)

 

قراءة من القديس كيرلّس الأورشليمي (+386)

الروح القدس ينيرنا

 

إن الروح القدس، ومِن جوهره الطِيبة، يقدس الكنيسة ويدافع عنها ويعلّمها. إنه المعزي الذي قال عنه المخلّص: "هو يعلمكم جميع الأشياء" ولكنه لم يقلْ فقط هو يعلمكم ولكنه أضاف قائلا: "ويذكّركم جميع ما قلته لكم" لأنه لا فرق بين تعاليم المسيح وبين تعاليم الروح القدس فهي التعاليم ذاتها. وعندما قال يسوع المسيح "إن كلامي روح" كان يقصد هذا المعنى فليس هذا حديثا يُعاد ولكنه التعليم الحقيقي. إن الروح القدس يأتي ليخلص ويشفي ويعلّم ويقوّم المعوجّ ويقوي ويعزي وينير النفس، نفسَ الذي يقبله أولا والنفوس الأخرى بواسطة مَن قبِلَه أولا. من صار مستحقا أن يغسله الروح القدس تستضيء نفسه فيرى ما هو فوق الإنسان أمورا لم يكن يدركها جسدٌ على الأرض ولكنه يبصر السماء كما في مرآة ويرى مثل آشعيا الربَّ جالسا على عرش مرتفع. إن الروح القدس كالحارس يسكن معك دائما، وهو الباراقليط يسهر عليك كما يسهر القائد على كل جندي، فهو يرافقك في ذهابك وإيابك، ويحفظك ويقيك من الذين ينصبون لك الفخاخ، ويهبك كل أنواع العطايا إن كنت لا تحزنه بخطاياك، فقد كتب بولس الرسول: "لا تُحزِنوا روحَ الله القدوس الذي به خُتِمتم ليوم الفداء" (أفسس 4/30).

 

صلاة

 

أيها المسيح إلهنا، نطلب إليك أن تزيّننا بروحك القدوس ومواهبِه العجيبة وأن تثبتنا على الإيمان بك وبكنيستك الجامعة: كن لها سورا واقيا من الأنانية البشرية والمجد الباطل وقدّسْ رعاتها وطهّرْ بنيها فيخدموك جميعهم الخدمةَ الصحيحةَ التي لا تشوبُها محاباةٌ بشرية أو اعتباراتٌ عالمية. ولتشِعَّ أنوارُك على جميع القلوب بواسطة مَنْ حملوك من ماء العماد وتناولوك من المذبح المقدس. أضرِمْ في قلوبنا الغَيرةَ الرسوليةَ فنحملَ محبتَك وسلامَك إلى جميع الناس فيعرفوا أنهم إخوةٌ ويمجدوا الآبَ الذي في السماء. وأهّلنا في هذا اليوم المبارك أن نقبلَ نعمةَ الروح المعزّي والمحيي والمساوي لك في الجوهر والذي لك معه ومع الآب المجدُ والإكرامُ الآن وإلى الأبد. آمين.