2007-05-19 16:39:27

كلمة البابا للمشاركين في مؤتمر مؤسسة "السنة المائة": يجب ألا ننظر إلى النمو من زوايته الاقتصادية البحتة بل في مفهومه الإنساني الشامل


استقبل قداسة البابا صباح السبت في الفاتيكان المشاركين في المؤتمر الدولي لمؤسسة "السنة المائة"، ووجه إليهم كلمة ضمّنها تحية حارة للجميع خاصا بالذكر الكردينال أتيليو نيكورا رئيس إدارة أملاك الكرسي الرسولي والكونت لورينسو روسي دي مونتيليرا رئيس المؤسسة وأضاف يقول: تباحثتم خلال لقائكم في الإلتزام الجوهري الذي يميّز مؤسسة "السنة المائة"، وهو التعمق بالأوجه الأكثر آنية لعقيدة الكنيسة الاجتماعية، مع إشارة إلى المشاكل والتحديات الأكثر إلحاحا في عالم اليوم. وأردتم أيضا تقديم ثمرة عطائكم للأب الأقدس ليتصرّف بها ملبيًا طلبات المساعدة الكثيرة القادمة من مختلف أنحاء العالم.

وتابع الأب الأقدس كلمته شاكرا الجميع على التزامهم في نشاطات مؤسسة "السنة المائة" التي أرادها يوحنا بولس الثاني، ومنتهزا هذه المناسبة ليقدّم بعض الأفكار المتعلقة بالشأن الاجتماعي، وقال:" لقد حلّلتم ومن الناحية الاقتصادية والاجتماعية التبدّل الحاصل في البلدان قيد النمو وتبعاتِه ذات الطابع الثقافي والديني، مع إيلاء اهتمام خاص بدول آسيا المطبوعة بديناميات قوية للنمو الاقتصادي لا تحملُ على الدوام نموا اجتماعيا حقيقيا، وببلدان أفريقيا أيضا، حيث يواجه النمو الاقتصادي والاجتماعي، وللأسف، عوائق وتحديات كثيرة."

كما وأشار البابا إلى أن شعوب هذه البلدان، وعلى غرار شعوب الأرض كلها، تحتاج وبدون أدنى شك إلى رقيّ اجتماعي واقتصادي متناغمٍ وذي بعد إنساني. وبهذا الصدد، ذكّر بمقطع من الرسالة العامة "السنة المائة" ليوحنا بولس الثاني: "يجب ألاَّ ننظر إلى النمو من زوايته الاقتصادية البحتة بل في مفهومه الإنساني الشامل. فلا يهمنا فقط أن ترقى الشعوب كلها إلى مستوى الإزدهار الذي تتمتع به اليوم البلدان الثرية، بل أن نسعى، وبالتضامن، إلى بناء حياة أكثر كرامة، ومساعدةِ كل فردٍ في إنماء كرامته وطاقته الابداعية وقدرته على القيام بدعوته الخاصة، وبالتالي لتلبية نداء ربِّه."

وذكّر بندكتس السادس عشر بأنه يُحتفل هذا العام بالذكرى السنوية الأربعين لنشر رسالة السعيد الذكر البابا بولس السادس "ترقي الشعوب"، وقد أكد فيها أن النمو لا ينحصر ببساطة بالنمو الاقتصادي، وكي يكون نموا حقيقيا، ينبغي أن يكون متكاملا، أي راميا إلى تنمية الإنسان، كل الإنسان. وتابع البابا أن الإهتمام بالحاجات الحقيقية للشخص البشري واحترام كرامة كل إنسان والبحثَ الصادق عن الخير العام هي مبادئ ملهمة ينبغي أخذها في عين الإعتبار عندما يتم التخطيط لنموّ بلد ما. كما وأشار إلى أن المجتمع المعولم المعاصر يسجل تناقضات ولا توازنات مأساوية، مؤكدا أن مسيرة عولمة متنبّهة إلى متطلبات التضامن قادرة وحدَها على أن تضمن للبشرية مستقبل هناء حقيقي وسلام دائم للجميع.

وأضاف البابا يقول: تريدون الإسهام في إيجاد حلول لهذه المشاكل في ضوء العقيدة الاجتماعية للكنيسة، ومن بين أهدافكم أيضا تنمية ثقافة التضامن وتعزيز نمو اقتصادي متنبّه للإنتظارات الحقيقية للأفراد والشعوب. وفي ما أشجّعكم على مواصلة التزامكم هذا، أودُّ التذكير بأنه وعبر تشابك منظَّم للمظاهر الثلاث التي لا غنى عنها للنمو ـ الاقتصادي والاجتماعي والإنساني ـ يستطيع أن يولد مجتمع حر ومتضامن. وختم بندكتس السادس عشر كلمته للمشاركين في مؤتمر مؤسسة "السنة المائة" معبرا عن سروره الكبير بقرار المؤسسة توسيع حضورها لتشمل عدة بلدان في أوروبا وأمريكا.








All the contents on this site are copyrighted ©.