2007-05-17 15:38:44

خميس صعود الرب إلى السماء: محطة روحية حول كلمة الحياة


وقال لهم يسوع: "كتب أن المسيح يتألم ويقوم من بين الأموات في اليوم الثالث، وتُعلَن باسمه التوبةُ وغفرانُ الخطايا في جميع الأمم، ابتداء من أورشليم. وأنتم شهودٌ على ذلك. وإني أرسل إليكم ما وعد به أبي. فامكثوا أنتم في المدينة إلى أن تُلبسوا قوةً من العلى". ثم خرج بهم إلى القرب من بيت عنيا ورفع عينيه فباركهم. وبينما هو يباركهم، انفصل عنهم ورُفع إلى السماء. فسجدوا له ثم رجعوا إلى أورشليم وهم في فرح عظيم. وكانوا يلازمون الهيكل يسبحون الله. (لوقا 24/46-53)

 

قراءة من القديس يوحنا الذهبي الفم (+407)

 

قدّم المسيح إلى الآب باكورةَ طبيعتنا، ونالت التقدمةُ حظوةً في عينيه نظرا لنقاوتها وسموِّ مقدِّمها، فقبلها وأقامها إلى جانبه قائلا له: "اجلسْ عن يميني". فمن هي تلك الطبيعة التي قال لها الله: "اجلسي عن يميني"؟ من الواضح أنها تلك التي كانت قد سمعتْ هذا القول: "إنك تراب وإلى التراب تعود". ألمْ يكفِ أن تُرفعَ فوق السموات؟ وتقيمَ بين الملائكة؟ ألمْ يكنْ هذا كفايةٌ للتعبير؟ كلا! لقد ارتفعتْ على الملائكة وفاقتْ مراتب رؤسائهم ومقامَ الكروبين والسارافيم وسَمَتْ على الطغمات ولم تقفْ إلى أن استولتْ على عرش الربّ عينه. ألا ترى بُعدَ المسافة الفاصلة بين الأرض والسماء؟ أم، لننطلقْ بالحريّ مما هو أسفل، ألا ترى المسافةَ بين الجحيم والأرض، والأرضِ والسماء، والسماءِ وأعلاها، وأعلاها والملائكةِ ورؤسائهم والقوات السماوية وأخيرا عرشِ الملك؟ لقد جعل المسيح طبيعتنا تجتاز هذه المسافة كلها. تأملْ إذا عمقَ الهاوية التي تدهورتْ فيها تلك الطبيعة في دورها الأول، وإلى أي سموّ قد رُفِعتْ. لقد كان من المحال أن تهبط الطبيعة البشرية إلى أدنى مما بلغتْ، كما كان من المحال أن تصعد إلى أسمى مما رفعها إليه المسيح بعد إنهاضها. (لعيد الصعود رقم 3)

 

نشيد

 

صفّقي بالأيدي يا جميع الشعوب، اهتفي لله بصوت التهليل

فإن الربَّ عليٌّ رهيبٌ، على جميع الأرض ملكٌ عظيم

يُخضِع الشعوبَ تحتنا والأممَ تحت أقدامنا.

اختار لنا ميراثنا، فخرَ يعقوبَ الذي أحبَّه.

صعد الله بالهتاف، الربُ بصوت البوق.

اعزفوا لإلهنا اعزفوا لملكنا اعزفوا

فإن اللهَ ملكُ الأرض كلها. اعزفوا له بمهارة.

الله على الأمم ملَكَ، الله على عرش قدسِه جلس.

اجتمعَ أشرافُ الشعوب: هم شعبُ إلهِ إبراهيم

لأن للهِ تُرُوسَ الأرض وهو المتعالي جدا.

(مزمور 47)

 

صلاة

 

ارتفعتَ عنا، أيها المسيحُ إلهُنا، دون أن تغادرنا، إذ بقِيتَ معنا في سرّ محبتك العظيم ووعدتَ بأن تكون معنا إلى منتهى الدهر. هبنا أن ننعم منك بهذين الحضورين السرّيَين وأن نراك فيهما بعين الإيمان دون الجسد، حتى نراك وجها لوجه في السماء حيث أنت جالسٌ عن يمين الآب، فنسبحَك ونمجّدَك إلى الأبد. آمين.








All the contents on this site are copyrighted ©.