2007-05-13 17:16:08

البابا يلتقي الكهنة، الإكليريكيين، الشمامسة، الرهبان والراهبات البرازيليين في معبد أباريسيدا


التقى البابا بندكتس السادس عشر عند الساعة السادسة من مساء أمس (بتوقيت البرازيل) الكهنة، الرهبان، الراهبات، الإكليريكيين والشمامسة البرازيليين في معبد أباريسيدا المريمي وتلا معهم السبحة الوردية.

ألقى الحبر الأعظم عظة قال فيها: نلتقي اليوم في هذا المعبد المريمي حيث تقيم والدة الله فيما بيننا كما أقامت في العلية وسط الرسل و"واظبوا جميعاً على الصلاة بقلب واحد"، كما يروي لنا كتاب أعمال الرسل ... فمريم العذراء هي بالنسبة لنا مدرسة صلاة وإيمان تقود خطانا في دروب العالم نحو اللقاء مع خالق السماء والأرض.

وتابع البابا كلمته معرباً عن قربه من رعاة الكنيسة البرازيلية، ثم تحدث عن التحديات الكبيرة التي يواجهها الكهنة في مجتمع اليوم، واضعين أنفسهم في خدمة شعب الله الموكل إلى رعايتهم بروح من السخاء والتفاني والتضحية. وحثهم الأب الأقدس على البقاء أمناء لدعواتهم الكهنوتية متمنياً أن ترافقهم دوماً الغيرة الرسولية وحماسة إعلان الإنجيل.

بعدها شكر البابا الشمامسة والإكليريكيين على الشهادة للمسيح، وقال: ليبقَ المسيح الراعي الصالح نصب أعينكم، وتذكروا دوماً أن ربنا لم يأت إلى هذا العالم "ليُخدم بل ليَخدم ويفدي بنفسه جماعة الناس" (متى 20، 28). ثم توجه إلى المكرسين والمكرسات في البرازيل وجميع أنحاء العالم وقال: إنكم الهبة التي حصلت عليها الكنيسة من ربها، أشكر الرب على عيشكم كلمة الإنجيل والمحبة حيال الله والقريب. وأشار قداسته إلى أن الحياة المكرسة في البرازيل اضطلعت بدور ريادي في عمل التبشير بالإنجيل منذ بداية الحقبة الاستعمارية.

اليوم وعشية افتتاح أعمال المؤتمر العام الخامس لمجالس أساقفة أمريكا اللاتينية والكراييب ـ تابع البابا يقول ـ أود أن أذكركم بأهمية انتمائنا إلى الكنيسة التي تحمل المؤمنين المسيحيين على النمو والنضوج روحياً كأخوة وأبناء لله الآب. أيها الأخوة والأخوات الأعزاء أعلم جيداً أنكم متعطشون لله، لذا أريد أن أقول لكم: "الكنيسة بيتنا" ... ففي الكنيسة الكاثوليكية نجد ما هو صالح وكل ما هو مصدر للاطمئنان والراحة ... فمَن يقبل المسيح ـ الطريق والحق والحياة ـ يجد السلام والسعادة في هذه الحياة وفي الآخرة، لذا أحثكم على الحفاظ على إيمانكم. وتذكروا أن عيش الإيمان يتطلب تنشئة عقائدية وروحية صلبة.

وفي ختام كلمته إلى الكهنة والشمامسة والإكليريكيين والرهبان والراهبات البرازيليين توجه البابا إلى العذراء مريم سائلاً إياها أن تغمر بحمايتها الوالدية جميع المسيحيين، وطلب إلى أم الله، "نجمة التبشير بالإنجيل"، أن تقود خطواتنا على الدرب المؤدية نحو الملكوت السماوي.

 

لمحة عن معبد أباريسيدا المريمي

يقع معبد أباريسيدا المريمي في بلدة أباريسيدا دو نورتيه بولاية ساو باولو على بعد مائة وسبعين كيلومتراً من أكبر مدينة برازيلية من حيث عدد السكان (ساو باولو). شيُدت في ذلك المكان في عام 1745 كنيسة صغيرة وُضعت فيها صورة للعذراء، وبعد أن باتت الكابلة عاجزة عن استضافة ملايين الحجاج القادمين من البرازيل وأمريكا اللاتينية بُني معبد جديد في العام 1955.

ارتبط إكرام العذراء سيدة أباريسيدا بآلام الشعب الأسود وآماله. ففي مطلع القرن الثامن عشر، ومع انتشار ظاهرة العبودية في شمال ولاية ساو باولو عثر صيادو الأسماك على صورة للعذراء في مياه نهر "ريو بارايبا" وقامت سيدة أباريسيدا بأول أعجوبة لها وشفت عبداً يُدعى "زكريا". وسرعان ما ذاع صيت الأعجوبة في جميع أنحاء البلاد، وفي عام 1928 أُعلنت العذراء سيدة أباريسيدا "شفيعةَ البرازيل وحاميتها". واضطر الآباء الريدنتوريست القيمون على المعبد إلى بناء بازيليك جديدة تتسع لعشرات آلاف المؤمنين. انتهت الأشغال في عام 1980، ودشنها السعيد الذكر البابا يوحنا بولس الثاني في تموز يوليو من العام عينه. وفي عام 1984 أُعلن معبد أباريسيدا "معبداً وطنياً".








All the contents on this site are copyrighted ©.