زيارة بندكتس السادس عشر الرسولية إلى البرازيل 9 ـ 14 أيار مايو

تنتظر الكنيسة الكاثوليكية في البرازيل ـ بذراعين مفتوحين ـ خليفة بطرس الذي سيصل ساو باولو عند الساعة التاسعة والنصف مساء بتوقيت روما. هي سادس زيارة رسولية لبندكتس السادس عشر خارج إيطاليا، والأولى إلى قارة أمريكا اللاتينية، حيث يعيش زهاء نصف كاثوليك العالم. تستغرق الزيارة خمسة أيام وتشهد ذروتها بافتتاح الأب الأقدس يوم الأحد المقبل، المؤتمر العام الخامس لأساقفة أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاراييب، وذلك في معبد أباراسيدا المريمي الواقع على بعد مائة وسبعين كيلومترا من ساو باولو، ويزوره سنويا ثمانية ملايين مؤمن. وقد اختار البابا عنوانًا لهذا الحدث الكنسي الهام:"تلامذة ومرسلو يسوع المسيح، كيما تكون فيه لشعوبنا الحياة."

مواضيع كثيرة سيناقشها ممثلون عن اثنين وعشرين مجلسًا أسقفيا في أمريكا اللاتينية والكاراييب وذلك من الثالث عشر وحتى الحادي والثلاثين من الجاري. وللمرة الأولى أيضا، سيحضر المؤتمر ـ ومع حق التصويت ـ وفود عن المجالس الأسقفية في الولايات المتحدة، كندا، إسبانيا والبرتغال. وكما فعل البابا بولس السادس في ميدلين عام 1968، ويوحنا بولس الثاني في بويبلا عام 1979 وسانتو دومينغو في العام 1992، سيفتتح بندكتس السادس عشر المؤتمر العام الخامس لأساقفة أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاراييب، بتوجيه كلمة ستتضمن إرشادات للكنيسة في أمريكا اللاتينية لمواجهة تحديات السنوات المقبلة. أما الجزء الأول من زيارة البابا إلى "قارة الرجاء" كما سمّاها كارول فويتيوا وذكّر بها بندكتس السادس عشر الأحد الماضي قبل تلاوة صلاة افرحي يا ملكة السماء فستكون مكرّسة بكليتها للكنيسة والشعب البرازيلي. وإلى العذراء القديسة، أوكل البابا زيارته الرسولية داعيا المؤمنين لرفع الصلاة على نية هذه الزيارة والمؤتمر العام الخامس لأساقفة أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاراييب، كيما يشعر جميع المسيحيين في تلك المناطق بأنهم تلاميذ ومرسلو المسيح، الطريق والحق والحياة. أما لقاء البابا مع الشبيبة فسيكون في استاد باشيمبو في ساو باولو غدًا الخميس. والسبت يزور مركزًا لإعادة تأهيل الشباب المدمنين على الكحول والمخدرات في غوارنتيغويتا وقد أسّسه عام 1979 الراهب الفرنسيسكاني الألماني هانس ستابل. وهناك أيضا قداسان احتفاليان سيترأسهما البابا: الأول في ساو باولو يوم الحادي عشر من الجاري، سيرفع خلاله إلى مجد المذابح قديسا الطوباوي أنطونيو دي سانت أنّا غالفاو، وهو أول قديس في البرازيل، ومن المنتظر أن يشارك فيه ما لا يقل عن مليون مؤمن. ولتسليط الضوء على هذا الاحتفال، وضعت كنائس عديدة في ساو باولو على مداخلها صور الأب الأقدس والقديس الجديد.

أما القداس الثاني فسيترأسه البابا الأحد المقبل، الثالث عشر من مايو، في الساحة المقابلة لمعبد أباراسيدا المريمي، بمشاركة مئات آلاف المؤمنين، واحتفالاً بعيد عذراء فاطمة. وسيتضمن برنامج الزيارة الرسولية مواعيد أخرى بينها لقاءٌ يوم غد الخميس بين الحبر الأعظم والرئيس لويس إينياسيو لولا دا سيلفا. وفي اليوم نفسه، يلتقي البابا أيضًا في دير القديس بندكتس بساو باولو ممثلين عن باقي الطوائف المسيحية والأديان. وهناك أيضا لقاءات أخرى ستجمع الأب الأقدس بأساقفة البرازيل الذين يعقدون هذه الأيام اجتماعاتهم، تحضيرًا لمؤتمر أباراسيدا. وفي "كاتدارئية دا سي" سيحتفل قداسة البابا بصلاة المساء مع أساقفة البرازيل الأربعمائة والسبعة والعشرين كما وسيوجه كلمة للكهنة والرهبان والراهبات السبت المقبل خلال صلاة السبحة الوردية في معبد أباراسيدا المريمي.