2007-05-09 22:13:45

البابا بندكتس السادس عشر في البرازيل: الكنيسة في خدمة السلام والعدالة والتضامن مع الفقراء


بدأ البابا بندكتس السادس عشر زيارته الرسولية إلى البرازيل، السادسة خارج الأراضي الإيطالية، والأولى إلى قارة أمريكا اللاتينية، حيث يعيش زهاء نصف كاثوليك العالم. زيارة تستغرق خمسة أيام وتشهد ذروتها بافتتاح الأب الأقدس الأحد المقبل، المؤتمر العام الخامس لأساقفة أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاراييب، وذلك في معبد أباراسيدا المريمي. وجه الحبر الأعظم كلمة عند وصوله مطار ساو باولو الدولي ضمّنها تحية لرئيس الجمهورية لويس إينياسيو لولا دا سيلفا وأعضاء الحكومة الذين يرافقونه والسلطات المدنية والعسكرية والمسؤولين في ولاية ساو باولو إضافة إلى الأساقفة والكهنة والرهبان والراهبات والإكليريكيين والعلمانيين الملتزمين في عمل البشارة. تحية أخرى وجهها البابا أيضا إلى جميع البرازيليين، وبدون تمييز، إلى الرجال والنساء والعائلات والمسنين والمرضى والشبان والأطفال وقال:"شكرًا جزيلا على استقبالكم الكريم!" وأضاف يقول إن البرازيل تحظى بمكانة مميزة جدا في قلب البابا، لا لكونها وُلدت مسيحية وتضم اليوم العدد الأكبر من الكاثوليك وحسب، بل لأنها أمة غنية بالطاقات مع حضور كنسي يشكل دافع فرح ورجاء للكنيسة بأسرها. وتابع يقول: "إن هدف زيارتي يتخطّى الحدود الوطنية، فقد جئتُ لأترأس في أباراسيدا جلسة افتتاح المؤتمر العام الخامس لأساقفة أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاراييب." وعلى هذه البلاد أن تكون مهدا للمقترحات الكنسيّة التي، وإن شاء الله، ستقدّم لهذه القارة قوة واندفاعا إرساليا متجددا.

وفي هذه البقعة الجغرافية الكاثوليك هم الأكثرية: ما يعني أنّ عليهم الإسهام بطريقة فريدة في خدمة خير الأمة المشترك. وسيكون التضامن، بدون أدنى شك، كلمة غنية بالمضمون، عندما ستلتزم القوى الحية للمجتمع، كل في مجالها الخاص، وبجدية، في بناء مستقبل سلام ورجاء للجميع. وتابع البابا كلمته مذكّرًا بأن الكنيسة الكاثوليكية ـ وكما كتب في رسالته العامة "الله محبة" ـ مدعوة لتكون في العالم شاهدة على محبة الآب الذي يريدُ أن يجعل من البشرية عائلة واحدة، بابنه. ومن هنا التزامها العميق في الرسالة التبشيرية، في خدمة قضية السلام والعدالة. والقرار بعقْد مؤتمر إرسالي بنوع خاص يعكس اهتمام الأساقفة، واهتمامي أيضا، قال البابا، في إيجاد دروب ملائمة كيما "تكون لشعوبنا الحياة في يسوع المسيح".

وبهذه المشاعر، أضاف البابا يقول: أودّ النظر أبعد من حدود هذه البلاد وأحيي شعوب أمريكا اللاتينية والكاراييب بكلمات بطرس الرسول في رسالته الأولى:"السلامُ عليكم جميعا يا من أنتم في المسيح". وتابع الأب الأقدس: أشكر العناية الإلهية التي أتاحت لي زيارة البرازيل، هذه الأمة العريقة بالتقليد الكاثوليكي. لقد سبق وأن ذكّرت بدافع زيارتي الرئيسي التي لها مدلول أمريكي لاتيني وطابع ديني أساسي. إني مسرور بقضاء بضعة أيام مع البرازيليين، وأعرفُ أن نفس هذا الشعب، وأمريكا اللاتينية كلها، تحفظ قيما مسيحية لن تُمَّحى أبدا.

وكلي قناعة بأنه وفي أباراسيدا، خلال المؤتمر العام للأساقفة، سيتم ترسيخ هذه الهوية، من خلال تعزيز احترام الحياة منذ الحبل بها وحتى موتها الطبيعي، وجعل تنمية الشخص البشري محورًا للتضامن، لا سيما مع الفقراء والمتروكين. تريدُ الكنيسة أن تدلَّ فقط إلى القيم الأخلاقية في كل ظرف، وتنشئ المواطنين كيما يقرّروا بحرية ووفقا لضميرهم؛ وبهذا الشكل، ستشدد أيضا على الإلتزام الواجب اتخاذه لضمان دعم العائلة كخلية أساسية للمجتمع، ودعم الشباب لأن تنشأتهم تشكل عنصرا مقررا لمستقبل الأمة. وبهذه الأمنيات، ختم البابا كلمته: أجدّد شكري على الاستقبال الكريم وأسأل سيدة أباراسيدا أن تحمي وتلهم الحكام في مهمة أن يكونوا رواد تعزيز الخير العام من خلال توطيد أواصر الأخوة المسيحية من أجل خير جميع السكان. ليبارك الرب أمريكا اللاتينية! ليبارك الرب البرازيل.








All the contents on this site are copyrighted ©.