2007-05-07 15:16:01

البطريرك الماروني: سئمنا الخصومات والمشاحنات وتقنا إلى الهدوء والطمأنينة والسلام الداخلي


 

ترأس البطريرك الماروني الكردينال مار نصرالله بطرس صفير القداس الإلهي يوم الأحد الفائت في حريصا بالقرب من جونية بلبنان وألقى عظة سطر فيها أهمية احتلال العذراء مريم صدارة التكريم في المسيحية والإسلام وخصوصا في ذكراها اليوم "لأنها امتازت بما مارسته من الفضائل إلى حد البطولة" وقال إن "عيد سيدة لبنان عيد يجمع اللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم الدينية والمذهبية على الرغم مما يعانون في بلدهم من مشاكل ومصاعب وانقسامات" وتابع يقول إنها "موضع تكريم في الإنجيل كتاب المسيحيين الديني الأول، والقرآن كتاب المسلمين الديني الأول، وكلاهما يمتدحان فضائل العذراء وروحانيتها وطاعتها لله ومقامها السامي لديه".

وتحدث البطريرك صفير عن أمانة العذراء مريم لابنها "التي قادتها حتى أقدام الصليب" وعن إيمانها المطلق بالله في"الطريق التي سلكتها، وإن مرّت في عتمة الإيمان، فقد أفضت إلى النور. وإن ما يتصف به الإيمان الواعي الناضج إنما هو الثبات في المعتقد والتسليم المطلق لإرادة الله". وعن الأمانة للوطن قال البطريرك: "الإيمان بالوطن هو أشبه بالإيمان بالله. ومن كان مؤمنا بربه لا يمكنه إلا أن يكون مؤمنا بوطنه، وفيّا له ولقيمه وتاريخه وتراثه، ولبني قومه فلا يريد لهم من الخير إلا ما يريده لنفسه."

وأشار البطريرك صفير إلى الوضع المأساوي الذي يعيشه لبنان وأبدى أسفه لما يجري على الساحة الوطنية وقال: "كم يضيمنا أن نسمع بعض المسؤولين الكبار في الخارج يقولون لنا: "هل بلغ منكم الضعف وقلة الثقة بنفوسكم مبلغا أصبحتم معه عاجزين عن تسيير أموركم بذاتكم بعد أن اختلفتم على كل شيء؟" وتابع قائلا "إنه لمخجل حقا هذا الوضع الذي نتخبط فيه. وقد عشنا مآسي كثيرة خاصة طوال الثلاثين سنة التي مرّت بنا، ولكن يبدو أن مأساتنا اليوم تفوقها جميعا، لما نكابده من حال ضياع. وننسى أن المؤمن لا يمكنه أن ييئس ما دام يشع في قلبه نور الإيمان".

ورفع البطريرك الماروني الصلاة والابتهال إلى العذراء مريم في عيدها مكرسا إياها سيدة لبنان وحامية له وسألها أن تستمد "من ابنها الحبيب يسوع المسيح نعمة السلام ليحله في قلوبنا وفي ربوعنا بعد أن ننبذ الحقد والكراهية والخصومات". وأردف قائلا: "لقد سئمنا الخصومات والمشاحنات التي تورث الأحقاد والموت، وتقنا إلى الهدوء والطمأنينة والسلام الداخلي". ثم ختم عظته بالطلب إلى مريم العذراء كي "تبسط جناح حمايتها على هذا الوطن وأبنائه ليعيشوا في جو من التفاهم والمحبة والسلام".








All the contents on this site are copyrighted ©.