2007-05-05 15:30:43

كلمة بندكتس السادس عشر إلى المشاركين في لقاء المجلس الأعلى للأعمال الحبرية الإرسالية والمؤتمر العالمي لمرسلي عطاء الإيمان في الذكرى 50 لصدور الرسالة العامة "عطاء الإيمان" للبابا بيوس الثاني عشر


استقبل قداسة البابا صباح اليوم السبت في الفاتيكان المشاركين في لقاء المجلس الأعلى للأعمال الحبرية الإرسالية والمؤتمر العالمي لمرسلي "عطاء الإيمان"، يتقدّمهم الكردينال إيفان دياس عميد مجمع تبشير الشعوب. وجه الأب الأقدس كلمة لزائريه ضمّنها تحية حارة لأعضاء المجمع والكهنة والرهبان والراهبات وجميع الذين أحيوا الأيام الماضية الذكرى السنوية الخمسين لصدور الرسالة العامة "عطاء الإيمان" لخادم الله البابا بيوس الثاني عشر، وتحديدا في 12 من نيسان أبريل 1957.

أشار بندكتس السادس عشر في كلمته إلى أن البابا بيوس الثاني عشر كان ينظر ـ ومن خلال رسالته العامة هذه ـ إلى القارة الأفريقية بنوع خاص، وقد أراد تشجيع نوع آخر من التعاون الإرسالي بين الجماعات المسيحية المُسماة "بالقديمة"، وتلك الناشئة حديثا في أراضي الكرازة الجديدة: وبالتالي، تُدعى الأولى إلى مساعدة الكنائس "الفتية" وإرسال الكهنة كيما يتعاونوا مع المسؤوليين الكنسيين المحليين لوقت محدد.وأكد الحبر الأعظم أن هدفًا مزدوجا كان يُنعش بيوس الثاني عشر: الأول، إعادة إحياء "الشعلة" الإرسالية لدى الشعب المسيحي، والثاني، تنمية تعاون أكثر إدراكا بين أبرشيات التقليد القديم ومناطق البشارة الأولى. وأشار أيضا إلى أن دعوةَ بيوس الثاني عشر قد شدّد عليها الأحبار الأعظمون من بعده، خلال السنوات الخمسين الماضية، كما أنه، وبفضل المجمع الفاتيكاني الثاني، ازداد عدد كهنة "عطاء الإيمان" المرسلين إلى أفريقيا ومناطق أخرى من العالم.

وأضاف الأب الأقدس شاكرا الإخوة والأخوات على رسالتهم هذه وبينهم من سفكوا دماءهم من أجل نشر الإنجيل، وقال إن الخبرة الإرسالية تترك علامة لا تُمّحى في مَن يتمّها، وتساهم في الوقت عينه، في تغذية الشركة الكنسيّة التي تُشعر جميع المعمّدين بأنهم أعضاء في الكنيسة الواحدة، جسد المسيح السري. وأشار البابا أيضا إلى أن تبادل المرسلين قد تضاعف خلال السنوات العشر الماضية، وذلك بفضل نمو وسائل الإتصالات، وأكّد أن تبادل العطايا بين الجماعات الكنسيّة المؤسسة ـ قديما وحديثا ـ قد شكّل غنًى متبادَلاً، وساهم في نمو الإدراك بأننا كلنا "مرسلون"، وبالتالي مدعوون ـ بطريقة أو بأخرى ـ لإعلان الإنجيل والشهادة له.

وتابع البابا كلمته شاكرًا الرب على الإلتزام الإرسالي الحالي، ومتحدثًا عن بعض الصعوبات في هذا الحقل وبينها النقص في عدد كهنة الأبرشيات التي كانت تُوفد المرسلين فيما مضى إلى البقاع البعيدة. وقال:"إذا كنّا لا نستطيع تجاهل المشاكل والظلال، فلا بدّ أيضا من النظر بثقة إلى المستقبل... وإذا كانت تحديات البشارة كثيرة في زمننا الحاضر، فإن علامات الرجاء كثيرةٌ هي الأخرى، وتشهد في كل بقعة من بقاع الأرض على الحيوية الإرسالية الموجودةِ لدى الشعب المسيحي. وختم الأب الأقدس كلمته داعيا الجميع إلى رفع الصلاة باستمرار كيما يرسل رب الحصاد وعلى الدوام فعلة إلى حصاده.








All the contents on this site are copyrighted ©.