2007-04-29 14:22:54

البابا يمنح السيامة الكهنوتية 22 شماسا من أبرشية روما في اليوم العالمي 44 للصلاة من أجل الدعوات


ترأس قداسة البابا بندكتس السادس عشر صباح الأحد في البازيليك الفاتيكانية القداس الإلهي، منح خلاله السيامة الكهنوتية 22 شماسا من أبرشية روما، تزامنا واحتفال الكنيسة أيضا باليوم العالمي 44 للصلاة من أجل الدعوات وموضوعه هذه السنة: "الدعوة في خدمة الكنيسة الشركة." وفي عظته للمناسة، توقف الأب الأقدس عند إنجيل الأحد الرابع للفصح الذي يتحدّث عن "الراعي الصالح"، وقال إنه يساعدنا على فهم معنى احتفال اليوم وقيمته بشكل أفضل. فيسوع هو الراعي الصالح الذي يهب خرافه الحياة الأبدية. كما وأن صورة الراعي متجذّرة بقوة في العهد القديم وعزيزة على التقليد المسيحي. وأضاف البابا يقول إن الراعي الصالح يعرف خرافه وخرافه تعرفه، مذكّرًا بكلمات يسوع في إنجيل يوحنا:"كما يعرفني الآب وأعرف الآب"، مشيرًا إلى أن هذه المعرفة ليست مجرد معرفة ثقافية بل هي علاقة شخصية عميقة؛ هي معرفة القلب، من يحِب ويُحَب، معرفة محبة يدعو الراعي من خلالها خرافه لإتباعه، وتظهر بالكامل في عطية الحياة الأبدية التي يمنحها لها. وتابع الأب الأقدس متوجهًا إلى الشمامسة 22 قائلا: فليكن اليقين بأن المسيح لا يتخلى عنا وأن ما من عائق يستطيع أن يحول دون تحقيق تدبيره الخلاصي الشامل، دافع عزاء لكم ورجاء لا يتزعزع، حتى في يوم الشدة. إن سر الكهنوت سيجعلكم مشاركين في رسالة المسيح نفسها، وستُدعون إلى نثر كلمته ونشر الرحمة الإلهية وتغذية المؤمنين من جسده ودمه. كما ودعا البابا الكهنة الجدد إلى الإغتذاء دوما من الإفخارستية، ينبوع الحياة المسيحية وذروتها، وأضاف: بتقربكم من المذبح، مدرسة قداستكم اليومية، لتجديد ذبيحة الصليب، تكتشفون أكثر فأكثر غنى محبة وحنوّ المعلم الإلهي الذي يدعوكم اليوم إلى صداقة أكثر عمقًا معه. وإذا أصغيتم إليه بوداعة واتبّعتموه بأمانة، تتعلمون أن تترجموا في الحياة والخدمة الراعوية محبته وشغفه في خلاص الأنفس. وهكذا، يُصبح كل منكم وبمساعدة يسوع راعيًا صالحا مستعدا أن يقدّم حياته من أجله. وتابع البابا عظته متوقفًا عند الآية الأخيرة من القراءة الأولى من كتاب أعمال الرسل: "وأما التلاميذ فكانوا ممتلئين من الفرح ومن الروح القدس"، وقال: على الرغم من سوء الفهم والخلافات، كما أصغينا، لا يفقد تلميذ المسيح الفرح، فهو الشاهد على ذاك الفرح النابع من الوجود مع المسيح، ومن محبته ومحبة الإخوة. وفي اليوم العالمي للصلاة من أجل الدعوات، قال البابا، وموضوعه هذه السنة" الدعوة في خدمة الكنيسة الشركة"، نرفع الصلاة كي يرافق جميع المؤمنين بالصلاة من إختيروا لهذه الرسالة السامية. وتابع الأب الأقدس :نصلي كيما ينمو في كل رعية وجماعة مسيحية الإهتمام بالدعوات وتنشئة الكهنة، داعيا ذوي الشمامسة وأصدقاءهم إلى إحاطتهم بتضامننا الروحي، ولرفع الصلاة كيما يكونوا أمناء لرسالتهم ومستعدين كل يوم لتجديد "النعم" للرب، وبدون تحفظ، ونسأل رب الحصاد، في اليوم العالمي للدعوات، أن يمنحنا على الدوام كهنة قديسين يكرسون ذواتهم بالكامل لخدمة الشعب المسيحي. وختم البابا عظته مذكّرا الكهنة الجدد بكلمات يسوع القائل:"لا أدعوكم خدما بعد اليوم... فقد دعوتكم أحبائي"، وأضاف: فلترافقكم مريم التي وعند الصليب اتحدت بذبيحة ابنها، وبعد القيامة، وفي العلية، قبلت مع الرسل وباقي التلاميذ عطية الروح القدس، ولتساعدكم على أن تتبدلوا داخليا بنعمة الرب. فهكذا فقط، من الممكن أن تصبحوا صورة أمينة للراعي الصالح.

 

وعند الظهيرة، أطل البابا من نافذة مكتبه الخاص في الفاتيكان، وقبل أن يتلو صلاة إفرحي يا ملكة السماء مع المؤمنين الذين غصت بهم ساحة القديس بطرس، وجه كلمة قال فيها:" في الأحد الرابع للفصح، أحد الراعي الصالح، يُحتفل باليوم العالمي للصلاة من أجل الدعوات. وجميع المؤمنين مدعوون للصلاة بنوع خاص من أجل الدعوات للكهنوت والحياة المكرسة. صباحًا، وفي بازليك القديس بطرس، سُررت بسيامة اثنين وعشرين كاهنا جديدا. وفي ما أوجه تحية حارة لهم ولعائلاتهم وأصدقائهم، أذكّر الجميع بأن الرب يواصل دعوة كثيرين باسمهم، كما فعل يوما مع التلاميذ على شاطئ بحر الجليل، كيما يصبحوا "صيادي بشر"، أي معاونيه المباشرين في إعلان الإنجيل وخدمة ملكوت الله في زمننا الحاضر. نرفع الصلاة سائلين لجميع الكهنة عطية المثابرة وكيما يواظبوا على الصلاة ويحتفلوا بالقداس الإلهي بتقوى متجددة ويعيشوا في الإصغاء لكلمة الله. وتابع البابا داعيا إلى رفع الصلاة من أجل جميع الذين يستعدون للخدمة الكهنوتية والمنشئين في إكليريكيات روما، إيطاليا والعالم أجمع، ومن أجل العائلات كيما تتفتح فيها وتنضج على الدوام "بذرة" الدعوة إلى الخدمة الكهنوتية. وتابع الأب الأقدس متوقفًا عند موضوع اليوم العالمي للصلاة من أجل الدعوات:"الدعوة في خدمة الكنيسة الشركة" وقال إن جميع المعمدين مدعوون للإسهام في عمل الخلاص. وهناك في الكنيسة بعض الدعوات المكرسة خصوصا لخدمة الشركة. وأول مسؤول عن الشركة الكاثوليكية هو البابا، خليفة بطرس وأسقف روما؛ ومعه حارسو الوحدة ومعلموها وهم الأساقفة، خلفاء الرسل، معاوَنين من الكهنة. وهناك في خدمة الشركة أيضا الأشخاص المكرسون وجميع المؤمنين. وفي قلب الكنيسة الشركة توجد الإفخارستية، وجميع الدعوات تنتهل القوة الروحية من هذا السر العظيم لتبني باستمرار، وفي المحبة، الجسد الكنسي الواحد. وختم البابا كلمته يقول: نرفع الصلاة إلى مريم، والدة الراعي الصالح، كيما تساعدنا جميعا على أن نقبل بفرح وجهوزية، دعوة المسيح لنصبح تلاميذه، تنعشنا على الدوام رغبة أن نكون "قلبًا واحدا ونفسا واحدة".








All the contents on this site are copyrighted ©.