2007-04-25 16:48:43

رسالة المجلس البابوي للحوار بين الأديان لمناسبة احتفال البوذيين بعيد فيساك


صدرت هذا الأربعاء رسالة المجلس البابوي للحوار بين الأديان برئاسة الكردينال بول بوبار إلى البوذيين في العالم أجمع، لمناسبة احتفالهم بعيد "فيساك" الذي يتذكّرون خلاله أهم المحطات في حياة بوذا. عنوان الرسالة "المسيحيون والبوذيون: تربية الجماعات على العيش بوئام وسلام"، يؤكّد فيها المجلس الحبري على أن الحوار هو الطريق الأكيد من أجل علاقات مثمرة بين الأديان، إذ ينمّي الإحترام ويغذي رغبة العيش بوئام مع الآخرين. وذكّرت الرسالة بكلمات البابا بندكتس السادس عشر في رسالته لمناسبة يوم السلام العالمي 2007:" فبما أن الإنسان مخلوق على صورة الله فإن للفرد البشري كرامةَ الشخص، فهو ليس فقط شيئا ما إنما شخصا قادرا على التعرف على ذاته وعلى امتلاكها وكذلك أيضا على تكريسها بحريةٍ والترابط مع الآخرين".

وأكدت الرسالة أن بناء جماعة مسألةٌ تتطلب علامات ملموسة تعكس احترام كرامة الآخَر، وأشارت إلى أن هناك منطقا أدبيًا ينير الوجود البشري ويسهّل الحوار بين البشر والشعوب، وأنّ هناك أشخاصا يحتاجون اليوم أيضا إلى فهْم الآخرين ومعتقداتهم بشكل أفضل، بهدف تخطّي الأحكام المسبقة وسوء التفاهم. ويتطلب هذا الواقع، وللتغلّب عليه، جهودًا حثيثة من قِبل السلطات المدنية والمسؤولين الدينيين. فحتى في الأماكن التي يعيش فيها الأشخاص أهوال الحرب وتنمو في نفوسهم مشاعر الكراهية والانتقام، يمكن استرجاع عامل الثقة. ومعًا، نستطيع تقديم المساعدة أيضا لتوفير فسحات وفرص كيما يتكلّم الأشخاص ويصغوا إلى بعضهم البعض، ويعبّروا عن أسفهم ويقدّموا الصفح المتبادَل على الأخطاء المُرتكبة في الماضي.

كما وأشار المجلس البابوي للحوار بين الأديان إلى أن التربية على السلام هي مسؤولية قطاعات المجتمع كافة، بدءا من المنزل، حيث تجهد العائلة في نقل قيمٍ تقليدية وسليمة للأطفال، وتلتزم في تنشئة الضمائر. فالأجيال الشابة تستحق تربية ترتكز إلى قيمٍ تعزّزُ الاحترام والقبول والرحمة والمساواة. ومن الأهمية بمكان أن تبذل المدارس ما في وسعها، لمؤازرة الأهالي في مهمتهم الدقيقة والجميلة على حد سواء، وهي تربية أطفالهم. وجاء في الرسالة أنه عندما يستخدم الأشخاص العاملون في وسائل الإعلام ضميرهم الاخلاقي، فإنه من الممكن تبديد الجهل ونقل المعرفة والحفاظ على القيم الاجتماعية. كما وأن المؤمنين يخدمون المجتمع من خلال التعاون في هذه المشاريع لصالح الخير العام. وفي ختام رسالته إلى البوذيين احتفالا بعيد "فيساك"، تمنّى المجلس البابوي للحوار بين الأديان مواصلة الإسهام في بناء السلام والوئام في المجتمع والعالم أجمع!








All the contents on this site are copyrighted ©.