2007-04-24 16:53:41

رسالة البابا لمناسبة اليوم العالمي 44 للصلاة من أجل الدعوات: الدعوة في خدمة الكنيسة - الشركة


لمناسبة الاحتفال باليوم العالمي الرابع والأربعين للصلاة من أجل الدعوات الموافق تاريخ التاسع والعشرين من الجاري، صدرت اليوم الثلاثاء رسالة البابا بندكتس السادس عشر، وموضوعها هذا العام:"الدعوة في خدمة الكنيسة - الشركة"، قال فيها إن هذا اليوم العالمي يشكل مناسبة ملائمة لتسليط الضوء على أهمية الدعوات في حياة الكنيسة ورسالتها، ولتكثيف صلاتنا كيما تنمو من حيث العدد والنوعية. وأكد الأب الأقدس أنّ رسالة الكنيسة ترتكز إلى شركة عميقة وأمينة مع الله، مذكّرًا بهذا الصدد بمقابلاته العامة مع المؤمنين أيام الأربعاء من السنة الماضية والتي تمحورت حول العلاقة بين المسيح والكنيسة، وأشار خلالها إلى أن أول جماعة مسيحية قد بدأت تتأسّس حين التقى يسوع بعض صيادي الجليل فجذبهم إليه بنظرته وصوته ودعوته القوية: "إتبعاني أجعلْكما صيادَي بشر".

وأضاف البابا أن الدستور العقائدي في الكنيسة (نور الأمم) يصف الكنيسة بأنها "شعب واحد في وحدة الآب والإبن والروح القدس"، وتابع رسالته قائلاً إن الإفخارستية هي مصدر الوحدة الكنسيّة التي صلّى يسوع من أجلها عشية آلامه. وهذه الشركة العميقة ـ قال الأب الأقدس ـ تعزّز ازدهار دعواتٍ سخية في خدمة الكنيسة، مشيرًا إلى أن تنمية الدعوات تتطلب بالضرورة راعوية متنبّهة لسر الكنيسة - الشركة، لأن الذي يعيش في جماعة كنسيّة متّحدة وناشطة وتتقاسم المسؤولية، يتعلّم بسهولة أكبر تمييز دعوة الرب. وأضاف البابا أنه علينا أولا ـ ووفقا لوصية الرب ـ أن نبتهل عطية الدعوات من خلال الصلاة معا، وبلا كلل، سائلين ربَّ الحصاد أن يُرسل عملةً لحصاده، مشيرًا إلى أن دعوة الرب هذه تتناغم مع "صلاة الأبانا" التي علّمنا إياها وتشكّل "خلاصة الإنجيل كلّه". فيسوع، الراعي الصالح يدعونا لرفع الصلاة للآب السماوي، متّحدين، كيما يرسل دعواتٍ لخدمة الكنيسة - الشركة.

وذكّر البابا بما جاء في الإرشاد الرسولي "أُعطيكم رعاة" حول أن الكاهن هو "خادمُ الكنيسة - الشركة، لأنه وباتحاده مع الأسقف وارتباطه الوثيق بالكهنة، يبني وحدة الجماعة الكنسية، في تناغم الدعوات المتنوعة ومختلف المواهب والخِدم." وأكد الأب الأقدس أن الإفخارستية مصدرَ حياة الكنيسة وذروتَها، هي مركز كل جماعة مسيحية، ومن يضع نفسه في خدمة الإنجيل، متغذيًا من الإفخارستية، يتقدّم في محبة الله والقريب، ويساهم هكذا في بناء الكنيسة- الشركة. وختم البابا رسالته لليوم العالمي الرابع والأربعين للصلاة من أجل الدعوات سائلاً مريم العذراء أن تساعد الكنيسة على أن تكون في عالم اليوم أيقونة الثالوث الأقدس، علامة مشعّة لمحبة الله لجميع البشر، فهي التي ردّت على دعوة الآب قائلة:"أنا أمة الرب"، وأنْ تتشفّع لنا كيلا يغيب خدّام الفرح الإلهي وسط الشعب المسيحي، وتمنحَ زمننا ارتفاعا في عدد المكرسين والمكرسات. كما وأوكل أيضا إلى مريمَ العذراء الإخوة والأخوات الذين دعاهم الرب لدعوات خاصة في الكنيسة، كيما تساعدهم على الإصغاء لإبنها الإلهي وترداد الكلمات التالية:"هآءنذا لأعملَ بمشيئتكِ يا الله"!








All the contents on this site are copyrighted ©.